للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾: يَعْنون أخْذَ أموالِهم، قال رسولُ اللهِ . ثم ذكَر نحوَه، إلا أنه قال: "إلا وهو تحتَ قَدَمَيَّ هاتين، إلا الأمانةُ، فإنها مُؤَدَّاةٌ". ولم يَزِدْ على ذلك.

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾: وذلك أن أهلَ الكتابِ كانوا يقولون: ليس علينا جُناحٌ فيما أصَبْنا من هؤلاء؛ لأنهم أُمِّيُّون.

فذلك قولُه: ﴿لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾. إلى آخرِ الآيةِ.

وقال آخرون في ذلك ما حدَّثنا به القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾. قال: بايَع اليهودَ رجالٌ مِن المسلمين في الجاهليةِ، فلما أسلَموا تَقاضَوهم ثمنَ بُيوعِهم، فقالوا: ليس لكم علينا أمانةٌ، ولا قضاءَ لكم عندنا؛ لأنكم ترَكتم دينكم الذي كنتم عليه، قال: وادَّعَوا أنهم وجدوا ذلك في كتابِهم، فقال اللهُ ﷿: ﴿وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (١).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا سفيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن صَعْصَعةَ، قال: قلتُ لابن عباسٍ: [إنا نغزُو] (٢) أهل الكتابِ، فنُصيبَ من ثمارِهم؟


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٨٤ (٣٧١٤) من طريق ابن ثور، عن ابن جريج، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٤٤ إلى ابن المنذر.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أنأتمن"، وفى س: "إناقن"، وفى الأموال وتفسير ابن أبي حاتم: "إنا نسير في أرض". وصواب ما في النسخ الأخرى: إنا نمر بأهل الكتاب. لما أخرجه أبو عبيد في الأموال (٤١٤) من طريق آخر، عن ابن عباس: إنا نمر بأهل الذمة …