للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: حدَّثنا حَكَّامٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الربيعِ بنحوِه.

وقال بعضُهم: هي حروفٌ مِن حسابِ الجُمَّلِ (١). كرِهْنا ذكرَ الذي حُكِي ذلك عنه، إذ كان الذي رواه ممَّن لا يُعْتَمَدُ على روايتِه ونقلِه، وقد مَضَتِ الروايةُ بنظيرِ ذلك مِن القولِ عن الربيعِ بنِ أنسٍ.

وقال بعضُهم: لكلِّ كتابٍ سرٌّ، وسرُّ القرآنِ فَواتحُه (٢).

وأما أهلُ العربيةِ فإنهم اختَلَفوا في معنى ذلك؛ فقال بعضُهم: هي حُروفٌ مِن حروفِ المُعْجَمِ، اسْتُغْنِي بذكْرِ ما ذُكِر منها في أوائلِ السورِ عن ذكرِ بَواقِيها (٣) التي هي تَتِمَّةُ الثمانيةِ والعشرين حرفًا، كما اسْتَغْنَى المُخبِرُ عمَّن أخْبَرَ عنه أنه في حروفِ المعجمِ الثمانيةِ والعشرين بذكرِ "أ ب ت ث" عن ذكرِ بَواقي حروفِها التي هي تَتِمَّةُ الثمانيةِ والعشرين، قال: ولذلك رُفِع ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ لأن معنى الكلامِ:


= وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٢ إلى عبد بن حميد عن الربيع مقتصرًا على قوله: ألف مفتاح … مجيد. وعزاه السيوطي ١/ ٢٣ إلى المصنف، وابن أبي حاتم عن أبي العالية. وهو عند ابن أبي حاتم ١/ ٣٣، ٢/ ٥٨٤ (٣٣، ٣١١٨) من طريق أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية. ولم يذكر في الدر المنثور قول عيسى . وينظر تفسير ابن كثير ١/ ٥٧.
(١) حساب الجمَّل: ضرب من الحساب يجمل فيه لكل حرف من الحروف الأبجدية عدد من الواحد إلى الألف على ترتيب خاص. الوسيط (ج م ل).
(٢) أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ - كما في الدر المنثور ١/ ٢٣ - عن داود بن أبي هند قال: كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور، قال يا داود، إن لكل كتاب سرا، وإن سر هذا القرآن فواتح السور، فدعها وسل عما بدا لك.
(٣) بعده في ص: "منها".