للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرِحون مسرورون بما آتيتُهم من كرامتى وفضلى، وحبَوتُهم به من جزيلِ ثوابي وعطائي.

كما حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن محمدِ بن إسحاقَ، وحدَّثني يونسُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: ثنا إسماعيلُ بنُ عياشٍ، عن ابن إسحاقَ، عن إسماعيلَ بن أميَّةَ، عن أبي الزُّبيرِ المكيِّ، عن ابن عباسٍ قال: قال رسولُ الله : "لما أُصِيب إخوانُكم بأحدٍ، جعَل اللهُ أرواحَهم في أجوافِ طيرٍ خُضْرٍ، ترِدُ أنهارَ الجنَّةِ، وتأكُلُ من ثمارِها، وتأوِى إلى قناديلَ من ذهبٍ في ظلِّ العرشِ، فلما وجَدوا طِيبَ مشرَبهِم ومأكلِهم وحسنَ مَقيلِهم (١)، قالوا: يا ليتَ إخوانَنا يعلَمون ما صنَع اللهُ بنا؛ لئلا يزهَدُوا في الجهادِ، ولا ينكُلوا (٢) عن الحربِ، فقال اللهُ : أنا أُبلِّغُهم عنكم، فأَنْزل اللهُ ﷿ على رسولِه هؤلاء الآيات (٣) ".

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا جريرُ بنُ عبدِ الحميدِ، وحدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، [عن ابن إسحاقَ، جميعًا] (٤) عن الأعمشِ، عن أبي الضحى، عن مسروقِ بن الأجدعِ، قال: سألْنا عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ، عن هذه الآيةِ: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ الآية. فقال: أمَا إنا قد سألْنا عنها، فقيل لنا: إنه لما أُصيب إخوانُكم


(١) المقيل: الاستراحة نصف النهار، وإن لم يكن معها نوم. النهاية ٤/ ١٣٣.
(٢) ينكلوا: يجبنوا. القاموس المحيط (ن ك ل).
(٣) سيرة ابن هشام ٢/ ١١٩. وأخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد (١٩٥)، من طريق إسماعيل بن عياش به، وأخرجه ابن المبارك في الجهاد (٦٢)، ابن أبي شيبة ٥/ ٢٩٤، ٢٩٥، وهناد (١٥٥)، وأحمد ٤/ ٢١٨ (٢٣٨٨) والبيهقى في الشعب (٤٢٤٠)، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٩٤)، من طريق ابن إسحاق به، وانظر الدر المنثور ٢/ ٩٥.
(٤) في م: "قالا جميعًا محمد بن إسحاق".