للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أغنياءُ، لم يستقرِضُنا وهو غنيٌّ؟ وهم يهودُ (١).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، قال: الذين قالوا: إن اللَّهَ فقيرٌ ونحن أغنياءُ، لِمَ يستقرِضُنا وهو غنيٌّ؟ قال شِبلٌ: بلَغني أنه فِنْحاصُ اليهوديُّ، وهو الذي قال: إن اللَّهَ ثالثُ ثلاثةٍ، ويدُ اللَّهِ مغلولةٌ (٢).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: [حدَّثنا أبو حمزةَ] (٣)، عن عطاءٍ، عن الحسنِ، قال: لما نزَلت: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ [البقرة: ٢٤٥]. قالت اليهودُ: إن ربَّكم يَسْتَقْرِضُ منكم. فأنزَل اللَّهُ: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾ الآية.

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا حكَّامٌ، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن الحسنِ البصريِّ، قال: لما نزَلت: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾. قال: عجِبت اليهودُ فقالت: إن اللَّهَ فقيرٌ يستقرِضُ. فنزَلت: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾.

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾: ذُكِر لنا أنها نزَلت في حُيَيِّ بن أَخْطبَ لما أَنْزل اللَّهُ : ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾. قال: يستقرِضُنا ربُّنا؟ إنما يستقرِضُ الفقيرُ الغنيَّ (٤).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن


(١) تفسير مجاهد ص ٢٦٣. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٠٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص ٩٨، ٩٩ من طريق شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "حدثت"، وينظر تهذيب الكمال ٢٦/ ٥٤٤.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٠٦ إلى المصنف، وينظر البحر المحيط ٣/ ١٣٠.