للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(سيُكْتَبُ ما قالوا وَقَتْلُهُمُ الأنْبِياءَ). على وجهِ ما لم يُسمَّ فاعلُه، أن يقرَأَ: (ويُقالُ)؛ لأن قولَه: ﴿وَنَقُولُ (١)﴾. عطفٌ على قولِه: ﴿سَنَكْتُبُ (٢)﴾. فالصوابُ من القراءةِ أن يُوفَّقَ بينهما في المعنى، بأن [يُقرَأَ جميعُهما] (٣) على مذهبِ ما [قد سُمَّىَ] (٤) فاعلُه، أو على مذهبِ ما [لم يسمَّ] (٥) فاعلُه، فأما أن يُقرَأَ أَحدُهما على مذهبِ ما لم يُسمَّ فاعلُه، والآخرُ على وجهِ ما قد سُمِّى فاعلُه من غيرِ معنًى ألجأه إلى (٦) ذلك، فاختيارٌ خارجٌ عن الفصيحِ من كلامِ العربِ.

والصوابُ من القراءةِ في ذلك عندَنا: ﴿سَنَكْتُبُ﴾. بالنونِ: ﴿وَقَتْلَهُمُ﴾. بالنصبِ؛ لقولِه: ﴿وَنَقُولُ﴾. ولو كانت القراءةُ في: ﴿سَنَكْتُبُ﴾. بالياءِ وضمِّها، لقيل: (ويقالُ) على ما قد بيَّنا.

فإن قال قائلٌ: وكيف قيل: ﴿وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾. وقد ذكَرتَ في الآثارِ التي رَوَيتَ أن الذين عُنُوا بقولِه: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ﴾. بعضُ اليهودِ الذين كانوا على عهدِ نبيِّنا محمدٍ ، ولم يكنْ من أولئك أحدٌ قتَل نبيًّا من الأنبياءِ؛ لأنهم لم يُدرِكوا نبيًّا من أنبياءِ اللَّهِ فيقتُلوه؟

قيل: إن معنى ذلك على غيرِ الوجهِ الذي ذهبتَ إليه، وإنما قيل ذلك كذلك؛ لأن الذين عنى اللَّهُ جل وعز بهذه الآيةِ كانوا راضين بما فعَل أوائِلُهم من قَتْلِ من قتَلوا من الأنبياءِ، وكانوا منهم، وعلى منهاجِهم، من استحلالِ ذلك واستجازَتِه،


(١) في الأصل "يقول".
(٢) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "سيكتب".
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "يقرأا جميعا".
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "لم يسم".
(٥) في م، ت ١، ت ٢: "يسمى".
(٦) في ص، م، ت ١، ت ٢ ت ٣، س: "علي".