للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا مؤمَّلٌ، قال: ثنا سفيانُ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: قالت أمُّ سَلَمةَ: يا رسولَ اللَّهِ، يُذْكَرُ الرجالُ في الهجرةٍ ولا نُذْكَرُ. فنزلت: ﴿أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ الآية (١).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخْبرَنا عبدُ الرزاق، قال: أخْبرَنا ابن عُيينةَ، عن عمرِو بن دينارٍ، قال: سمعت رجلًا من ولد أمِّ سَلَمَةَ زوج النبيِّ يقولُ: قالت أمُّ سَلَمَةَ: يا رسول الله، لا أسمعُ الله يذكُرُ النساءَ في الهجرة بشيءٍ. فأَنزل الله : [﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ] (٢) أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ (٣).

حدَّثنا الربيعُ بنُ سليمانَ، قال: ثنا أسدُ بنُ موسى، قال: ثنا سفيانُ، عن عمرو بن دينارٍ، عن رجلٍ من ولد أمِّ سَلَمَةَ، عن أمِّ سَلَمَةَ، أنها قالت: يا رسول الله، لا أسْمَعُ الله ذكَر النساء في الهجرة بشيءٍ. فأَنزَل الله: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ (٤).

وقيل: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ﴾. بمعنى: فأجابهم، كما قال الشاعرُ (٥):

وداعٍ دعا يا مَن يُجِيبُ إلى النَّدَى … فلم يَسْتَجِبْه عند ذاك مُجيبُ


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٤٤ (٤٦٦٩)، والحاكم ٢/ ٤١٦، من طريق سفيان الثورى به.
وجاء في تفسير ابن أبي حاتم قال: قالت أم سلمة، فذكر نحوه، وكأن فيه سقطًا؛ لأنه لم يسبق الأثر قبل.
(٢) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣ س: "الذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة".
(٣) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٤٤.
(٤) أخرجه الحميدى (٣٠١)، وسعيد بن منصور في سننه (٥٥٢ - تفسير)، والترمذى (٣٠٢٣)، وأبو يعلى (٦٩٥٨)، والطبراني ٢٣/ ٢٩٤ (٦٥١)، والحاكم ٢/ ٣٠٠، والواحدى في أسباب النزول ص ١٠٣ من طريق ابن عيينة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١١١ إلى ابن المنذر.
(٥) تقدم تخريج البيت في ١/ ٣٣٥.