للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمعنى: فلم يُجبه (١) عند ذاك مجيبٌ.

وأُدْخِلَت ﴿مِنْ﴾ في (٢) قوله: ﴿مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾. على الترجمة والتفسير عن قوله: ﴿مِنْكُمْ﴾. بمعنى: لا أضيعُ عَمَلَ عاملٍ منكم من الذكور والإناث. وليست "من" هذه بالتي يجوزُ إسقاطُها وحَذْفُها من الكلام في الجحد؛ لأنها دخَلت بمعنًى لا يصلُحُ الكلام إلَّا به.

وزعم بعضُ نحويِّى البصرة أنها دخلت في هذا الموضع كما تدخُلُ في قولهم: قد كان من حديثٍ. قال: و ﴿مِنْ﴾ هاهنا أحسنُ؛ لأن حرف (٣) النهى قد دخل في قوله: ﴿لَا أُضِيعُ﴾.

وأنكَر ذلك بعضُ نحويِّى الكوفةِ، وقال: لا تدخُلُ "مِنْ" ولا (٣) تخرج إلَّا في موضع الجحدِ. وقال: قولُه: ﴿لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ﴾. لم يُدْرِكْه الجحدُ؛ لأنك لا تقولُ: لا أضرِبُ غلامَ رجلٍ في الدارِ ولا في البيت. فتُدخِلُ "ولا"؛ لأنه لم يَنَله الجحدُ، ولكن "من" مفسِّرةٌ.

وأما قوله: ﴿بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾. فإنه يعنى: ﴿بَعْضُكُمْ﴾ أيها المؤمنون الذين [يذكرون الله] (٤) قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، ﴿مِنْ بَعْضٍ﴾؛ في النُّصرة والملَّة (٥) والدين، وحكمُ جميعِكم فيما أنا بكم فاعلٌ (٦) حكم أحدِكم، في أنى لا أضيعُ عمل (٧) ذكرٍ منكم ولا أُنثَى.


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "يُجِبْ".
(٢) سقط من: ص، ت ٢، س.
(٣) زيادة من: الأصل.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "يذكرونى".
(٥) في م: "المسألة".
(٦) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "على".
(٧) بعده في الأصل: "عامل".