للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهونَ من ذلك، لقد تجاوَز لنا عما دونَ الكبائرِ، فما لنا ولها. ثم تلا: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ﴾ الآية (١).

حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ﴾ الآية: إنما وعَد اللهُ المغفرةَ لمن اجتنَب الكبائرَ. وذكِر لنا أن نبيَّ اللهِ قال: "اجتنِبوا الكبائرَ، وسدِّدُوا، وأبْشِروا" (٢).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا مَعْمَرٌ، عن رجلٍ، عن ابنِ مسعودٍ. قال في خمسِ آياتٍ من سورةِ "النساءِ": لَهُنَّ أَحبُّ إليَّ مِن الدنيا جميعًا: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾. وقولُه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾ [النساء: ٤٠]. وقولُه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨]. وقولُه: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: ١١٠]. وقولُه: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (٣) [النساء: ١٥٢].

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني أبو النَّضْرِ، عن صالحٍ المُرِّيِّ، عن قتادةَ، عن ابنِ عباسٍ، قال: ثمانِ آياتٍ نزَلت فى سورةِ "النساءِ" هي خيرٌ لهذه


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ٣٦٤ من طريق معاوية بن قرة به، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٢/ ١٤٥ إلى عبد بن حميد.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٢/ ٢٤٨ عن المصنف، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٢/ ١٤٨ إلى عبد بن حميد، وأخرج أحمد ٢٣/ ٣٩٧ (١٥٢٣٨) الجزء المرفوع عن جابر بن عبد الله عن النبي .
(٣) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٥٥ وأخرجه الطبراني (٩٠٦٩)، والحاكم ٢/ ٣٠٥ من طريق معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه عن جده بنحوه، وأخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (٧١٤١) من طريق عطاء البزاز عن بشير الأزدي عن ابن مسعود نحوه.