للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عثمانَ [بن طلحةَ] (١) بن أبي طلحةَ، قبَض منه النبيُّ مِفتاحِ (٢) الكعبةِ، ودخَل به (٣) البيتَ يومَ الفتحِ، فخرَج وهو يَتْلُو هذه الآيةَ، فدَعا عثمانَ فدفَع إليه المِفتاحَ. قال: وقال عمرُ بنُ الخطابِ لما خرَج رسولُ اللهِ [مِن الكعبةِ] (٤) وهو يَتْلُو هذه الآيةَ: فِداه أبي وأمى، ما سمِعتُه يَتْلُوها قبلَ (٥) ذلك (٦).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنا الزَّنْجيُّ بنُ خالدٍ، عن الزهريِّ، قال: دفَعه إليه وقال: "أعينُوه" (٧).

وأوَلى هذه الأقوالِ بالصوابِ في ذلك عندى قولُ مِن قال: هو خطابٌ مِن اللهِ جلَّ ثناؤُه ولاةَ أمورِ المسلمين بأداءِ الأمانةِ إلى مَن وَلُوا أَمْرَه فِي فَيْئِهم وحقوقِهم، وما ائْتُمِنوا عليه مِن أمورِهم، وبالعدلِ بينَهم في القضيةِ، والقَسْمِ بينَهم بالسويةِ، يَدُلُّ على ذلك ما وعَظ به الرعيةَ في قولِه: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾. فأمَرهم اللهُ بطاعتِهم، وأوْصَى الراعىَ برعيِّتِه، وأوْصَى الرعيةِ بالطاعةِ.

كما حدَّثني يونسُ، قال: حدَّثنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾. قال: قال أبي: هم السلاطينُ. وقرَأ ابن زيدٍ: ﴿تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ


(١) سقط من: الأصل، س.
(٢) في ص، م: "مفاتيح".
(٣) في م: "بها"
(٤) سقط مِن: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "بعد".
(٦) ذكره ابن كثير في تفسيره ٢/ ٢٩٩ عن المصنف. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧٤ إلى المصنف وابن المنذر.
(٧) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "عينوه". ونص في اللسان (ع و ن) على أن الثلاثي: عان يعون. وإن لم ينطق به ويستعمل فإنه في حكم المنطوق به والمستعمل.
والأثر ذكره ابن كثير في تفسيره ٢/ ٩٩٢ عن المصنف.