للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المواريثُ في سورةِ النساءِ، شقَّ ذلك على الناسِ، وقالوا: يَرِثُ الصغيرُ الذي لا يَعْمَلُ في المالِ [ولا يَقُومُ فيه، والمرأةُ التي (١) هي كذلك، فيَرِثانِ كما يَرِثُ الرجلُ الذي يَعْمَلُ في المالِ] (٢)، فَرَجَوْا أن يَأتىَ في (٣) ذلك حَدَثٌ مِن السماءِ، فانتَظَرُوا، فَلمَّا رأَوْا أنه لا يَأْتِى حَدَثٌ، قالوا: لئن تمَّ هذا إنه لواجبٌ ما منه بدٌّ. ثم قالوا: سَلُوا. فسأَلوا النبيَّ ، فأنزَل اللهُ: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ﴾ في أولِ السورةِ ﴿فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾. قال سعيدُ بنُ جبيرٍ: وكان الوليُّ إذا كانت المرأةُ ذاتَ جمالٍ ومالٍ رغِب فيها، ونكَحها واستَأْثَر بها، وإذا لم تَكُنْ ذاتَ جمالٍ ومالٍ أنْكَحَها ولم يَنْكِحْها (٤).

حدَّثنا ابن حُميدٍ وابنُ وكيعٍ، قالا: ثنا جريرٌ، عن مُغيرةَ، عن إبراهيمَ: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ﴾. قال: كانوا إذا كانَت الجاريةُ يتيمةً دَميمةً (٥) لم يُعْطُوها ميراثَها، وحبَسوها من (٦) التزويجِ حتى تَموتَ، فيَرِثوها، فأنزَل اللهُ هذا (٧).

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا هُشَيمٌ، قال: أخبَرنا مُغيرةُ، عن إبراهيمَ


(١) سقط من: م.
(٢) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
(٣) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "من". والمثبت موافق لما في الدر المنثور.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٣١ إلى المصنف، وابن المنذر، وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٠٧٨ (٦٠٣٢) آخرة من طريق ابن جريج به.
(٥) في ص، ت ١، س: "ذميمة".
(٦) في م: "عن". والمثبت موافق لما في مصدر التخريج.
(٧) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٣١ إلى المصنف وعبد بن حميد.