للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني أحمدُ بنُ حمادٍ الدَّوْلابيُّ، قال: ثنا سفيانُ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن إبراهيمَ بنِ أبي بكرٍ (١)، عن مجاهدٍ: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ﴾. قال: هو فى الضِّيافةِ؛ يَأْتى الرجلُ القومَ، فيَنْزِلُ عليهم فلا يُضَيِّفونه، رُخِّص له أن يَقولَ فيهم.

حدَّثنا الحسنُ (٢) بنُ يحيى، قال: أخْبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرنا المثنى بنُ الصَّبَّاحِ، عن مجاهدٍ فى قولِه: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ﴾. قال: ضاف رجلٌ رجلًا، فلم يُؤَدِّ إليه حقَّ ضِيافتِه، فلمَّا خرَج أَخْبَر الناسَ به، فقال: ضِفْتُ فلانًا، فلم يُؤَدِّ حقَّ ضِيافتي. فذلك جَهْرٌ بالسوءِ، ﴿إِلَّا مَنْ ظُلِمَ﴾: حين لم يُؤَدِّ إليه ضِيافتَه (٣).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، قال: قال ابنُ جُرَيْجٍ، قال مُجاهدٌ: إلا مَن ظُلم فانْتَصَر، [بجهرٍ من السوءِ] (٤). قال مجاهدٌ: نزَلت في رجلٍ ضاف رجلًا بفَلاةٍ من الأرضِ فلم يُضِفْه، فنزَلَت: ﴿إِلَّا مَنْ ظُلِمَ﴾. ذكَر أنه لم يُضِفْه، لا يَزِيدُ على ذلك.

وقال آخَرون: معنى ذلك: إلا مَن ظُلِم، فانْتَصَر من ظالمِه، فإن اللهَ قد أذِن له في ذلك.


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "بكير".
(٢) في الأصل: "الحسين".
(٣) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٧٦، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١١٠٠ (٦١٦٨)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٣٧ إلى عبد بن حميد.
(٤) فى ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "يجهر بسوء".