للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّلِ، قال: ثنا أسْباطُ، عن السديِّ، قال: ﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ﴾. يقولُ: إِن اللهَ لا يُحِبُّ الجهرَ بالسوءِ مِن أحدٍ من الخلقِ، ولكن يقولُ من ظُلِم فانْتَصَر بمثلِ ما ظُلِم، فليس عليه جناحٌ (١).

فـ "مَن" على هذه الأقوالِ التي ذكَرْناها سوى قولِ ابنِ عباسٍ، في موضعِ نصبٍ، على انْقطاعِه من الأولِ، والعربُ مِن شأنِها أن تَنْصِبَ ما بعدَ "إلا" في الاستثناءِ المنقطعِ.

فمعنى الكلامِ على هذه الأقوالِ سوى قولِ ابنِ عباسٍ: لا يُحِبُّ اللهُ الجهرَ بالسوءِ مِن القولِ، ولكنْ مَن ظُلِم فلا حَرجَ عليه أن يُخْبِرَ بما نِيل منه أو يَنْتَصِرَ ممَّن ظلَمه.

وقرَأ ذلك آخَرون بفتحِ الظاءِ (إلا من ظَلَم)، وتأوَّلوه (٢): لا يُحِبُّ اللهُ الجهرَ بالسوءِ مِن القولِ، إلا مَن ظَلَم، فلا بأسَ أن يُجْهَرَ له بالسوءِ مِن القولِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: حدَّثنى ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ: كان أَبي يَقْرَأُ: (لا يُحِبُّ الله الجَهْرَ بالسوءِ مِن القولِ إلا مَن ظَلَم). قال ابنُ زيدٍ: يقولُ (٣): مَن أقام على ذلك النفاقِ يُجْهَرُ له بالسوءِ حتى يَنْزِعَ. قال: وهذه مِثلُ: ﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ﴾. أن تُسَمِّيَه بالفسقِ ﴿بَعْدَ الْإِيمَانِ﴾


(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٢/ ٢٣٧ للمصنف.
(٢) في الأصل: "تأوله".
(٣) بعده في م: "إلا".