للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رفَعَنى اللهُ إليه، ولم يُصِبْنى إلا خيرٌ، وإن هذا شيءٌ شُبِّه لهم، فأْمُرَا الحواريِّين أن يَلْقَونى إلى مكانِ كذا وكذا. فلقُوه إلى ذلك المكانِ أحدَ عَشَرَ، وفُقِد الذي كان باعه ودلَّ عليه اليهودَ، فسأَل عنه أصحابَه، فقالوا: إنه ندِم على ما صنَع، فاخْتَنَق وقتَل نفسَه. فقال: لو تابَ لتابَ اللهُ عليه. ثم سأَلهم عن غلامٍ يَتْبَعُهم يُقالُ له: يُحَنَّى (١). فقال: هو معكم، فانْطَلِقوا فإنه سيُصْبِحُ كلُّ إنسانٍ منكم يُحَدِّثُ بلغةِ قومٍ (٢)، فَلْيُنْذِرْهم ولْيَدْعُهم (٣).

وقال آخرون: بل سأل عيسى من كان معه في البيتِ أن يُلْقَى على بعضِهم شبهُه، فانْتَدَب لذلك منهم رجلٌ، فأُلْقِى عليه شبهُه، فقُتِل ذلك الرجلُ، ورُفِع عيسى.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ﴾. إلى قولِه: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾: أولئك أعداءُ اللهِ اليهودُ ابتَهَرُوا (٤) بقتلِ عيسى ابنِ مريمَ رسولِ اللهِ، وزعَموا أنهم قتَلوه وصلَبوه. وذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ عيسى ابنَ مريمَ قال لأصحابِه: أيُّكم يُقْذَفُ عليه شبهى فإنه مقتولٌ. قال رجلٌ من أصحابِه: أنا يا نبيَّ اللهِ. فقُتِل


(١) فى س، وتاريخ الطبرى، وتفسير ابن كثير: "يحيى"، ورسمت في الأصل هكذا: "يحيى" غير، منقوطة. وما أثبتناه موافق لما فى الدر المنثور والبداية والنهاية ٢/ ٥١٤.
(٢) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٦٠١، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٢/ ٢٣٩ إلى المصنف وعبد بن حميد. وذكره ابن كثير ٢/ ٤٠١، وقال: سياق غريب جدًا.
(٤) فى م: "اشتهروا". وفي الدر المنثور: "افتخروا" وغير واضحة في ص. وابتهروا: ادعوا كذبا. التاج (ب هـ ر).