للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحابِه: يا رسولَ اللهِ، خلِّ بينَنا وبينَه، فإنه صاحبُنا، قال: "إنه قد قلَّد". قالوا: إنما هو شيءٌ كنا نصنَعُه في الجاهليةِ. فأبى عليهم، فنزَلت هذه الآيةُ فيه (١).

حدثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجَّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عكرمةَ، قال: قدِم الحُطَمُ أخو (٢) بنى ضُبيَعةَ بن ثعلبةَ البكريُّ المدينةَ في عِيرٍ له تحمِلُ (٣) طعامًا، فباعه، ثم دخَل على النبيِّ ، فبايعه وأَسْلَم، فلما ولَّى خارجًا نظَر إليه، فقال لمن عندَه: "لقد دخَل عليَّ بوجهِ فاجرٍ، وولَّى بقَفَا غادرٍ". فلما قدِم اليمامةَ ارتدَّ عن الإسلامِ، وخرَج في عيرٍ له تحملُ الطعامَ في ذي القَعدةِ يريدُ مكة، فلما سمِع به أصحابُ رسولِ اللهِ ، تهيَّأ للخروجِ إليه نفرٌ من المهاجرين والأنصارِ ليقتَطِعوه في عيرِه، فَأَنْزَلَ اللهُ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ﴾ الآية. فانتهى القومُ (٤).

قال ابن جريجٍ: قولُه: ﴿وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾. قال: يَنْهَى عن الحُجَّاجِ أن تُقْطَعَ سُبُلُهم (٥). قال: وذلك أن الحُطَمَ قدِم على النبيِّ ليرتادَ وينظُرَ، فقال: إنى داعيةُ قومى (٦)، [وسيدُ قومى] (٧)، فاعرِضْ عليَّ ما تقولُ. فقال له: "أَدْعُوك إلى اللهِ أن تعبُدَه ولا تشرِكَ به شيئًا، وتقيمَ الصلاةَ، وتؤتىَ الزكاةَ، وتصومَ رمضانَ، وتُحجَّ البيتَ". فقال الحُطَمُ: في أمرِك هذا غِلظةٌ، أرجِعُ إلى قومى


(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٥٤ إلى المصنف.
(٢) في الأصل: "أحد".
(٣) في م: "يحمل".
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٥٤، ٢٥٥ إلى المصنف وابن المنذر.
(٥) في الأصل: "سبيلهم".
(٦) في الأصل، ص، ت ١، س: "قوم".
(٧) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.