للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا القاسمُ، قال: حدَّثنا الحسينُ، قال: حدثني حجاجٌ، عن ابنِ جُريجٍ (١)، قال: الصواعقُ ملَكٌ يَضْرِبُ (٢) السحابَ بالمطارقِ (٣)، فيُصيبُ به من يشاءُ.

قال أبو جعفرٍ: وقد يَحْتَمِلُ أن يكونَ ما قاله عليُّ بنُ أبي طالبٍ وابنُ عباسٍ ومجاهدٌ بمعنى واحدٍ؛ وذلك أن تكونَ المخاريقُ التي ذكَر عليٌّ، ، أنها هي البرقُ، هي (٤) السِّياطُ التي هي من نورٍ، التي يُزْجِي بها الملَكُ السحابَ، كما قال ابنُ عباسٍ، ويكونُ إزجاءُ الملَكِ السحابَ مَصْعَه إيّاه بها. وذلك أن المِصاعَ عندَ العربِ أصلُه المجالدةُ بالسيوفِ، ثم تستعْمِلُه في كلِّ شيْءٍ جُولِد به، في حربٍ وغيرِ حربٍ، كما قال أعْشَى بني ثعلبةَ وهو يصفُ جَوارِيَ لَعِبْن بحَلْيِهن وتَجَالَدْن به (٥):

إذا هُنَّ نازَلْنَ أقرانَهُنَّ … وكان المِصاعُ بما في الجُوَنْ (٦)

يقالُ منه: ماصَعه مِصاعًا، وكأنَّ مجاهدًا إنما قال: مَصْعُ ملَكٍ. إذ كان


(١) بعده في ت ٢: "وهب بن سليمان".
(٢) زيادة من: م.
(٣) في م، ت ٢: "بالمخارق".
(٤) في ص، ت ٢: "وهي".
(٥) ديوان الأعشى ص ١٧.
(٦) الجونة - وربما همزت -: سلة مستديرة مغشاة أدما، يجعل فيها الطيب والثياب. اللسان (ج أ ن، ج و ن).