للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ركعتين مُقْبلًا فيهما بوجهه وقلبه على ربِّه، كان مِن خطاياه كيوم ولدته أمُّه" (١).

حدَّثنا أبو الوليد الدمشقيِّ، قال: ثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ، قال: أَخْبَرنى مالكُ بنُ أنسٍ، عن سُهَيْلِ بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، أن رسولَ اللهِ قال: "إذا توَضَّأ العبدُ المسلمُ، أو المؤمنُ، فغسَل وجَهه، خرَجَت مِن وجهِه كلُّ خَطيئةٍ نظرَ إليها بعينَيِه مع الماءِ، أو مع آخرِ قطرةٍ مِن الماءِ - أو نحوَ هذا - وإذا غسَل يديه خرَجَت مِن يديه كلُّ خَطيئةٍ بطَشَت بها يداه مع الماءِ، أو مع آخرِ قطرةٍ مِن الماءِ حتى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِن الذنوبِ" (٢).

حدَّثنا عِمْرانُ بنُ بَكَّارٍ الكَلَاعيُّ، قال: ثنا عليُّ بنُ عَيَّاشٍ، قال: ثنا أبو غَسَّانَ، قال: ثنا زيدُ بنُ أَسْلَمَ، عن حُمْرانَ مولى عثمانَ، قال: أَتَيْتُ عثمان بنَ عفانَ بوَضوءٍ وهو قاعدٌ، فتوَضَّأ ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: رَأَيْتُ رسولَ اللَّهِ يَتَوَضَّأُ وُضوئى هذا، ثم قال: "مَن توضأ وضوئى هذا كان مِن ذنوبِه كيومِ ولدَتْه أمُّه، وكانت خُطاه إلى المساجدِ نافلةً" (٣).

وقولُه: ﴿وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ﴾. فإنه يقولُ: ويُرِيدُ ربُّكم مع تطهيرِكم مِن ذنوبكم بطاعِتكم إياه فيما فرَض عليكم مِن الوُضوءَ والغُسْلِ إذا قمْتُم إلى الصلاةِ بالماءِ إن وجَدْتُموه، وتيممِكم إذا لم تَجِدوه - أن يُتِمَّ نعمتَه عليكم بإباحتِه لكم التيممَ، وتَصْييرِه لكم الصَّعيدِ الطيبَ طَهورًا، رُخْصةً منه لكم في ذلك، مع سائرِ


(١) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (١٣٢٠)، والحاكم ١/ ١٣١ من طريق أبي عبيد به.
(٢) أخرجه مالك في الموطأ ١/ ٣٢ ومن طريقه أحمد ١٣/ ٣٩٢ (٨٠٢٠)، ومسلم (٢٤٤)، والترمذى (٢)، وابن خزيمة (٤)، وأبو عوانة، ١/ ٢٤٦، والطحاوى في شرح معاني الآثار ١/ ٣٧، وابن حبان (١٠٤٠)، والبيهقى ١/ ٨١، والبغوى في شرح السنة (١٥٠). وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (١٥٥) من طريق سهيل بن أبي صالح به.
(٣) أخرجه مسلم (٢٢٩) من طريق زيد بن أسلم به.