للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا القاسمُ، قال: حدَّثنا الحسينُ، قال: حدَّثني حجَّاجٌ، قال: قال ابنُ جُريجٍ: ليس في الأرضِ شيْءٌ يسمعُه المنافقُ إلا ظنَّ أنه يُرادُ به، وأنه الموتُ، كراهيةً له، والمنافقُ أكرَهُ خلقِ اللهِ للموتِ، كما إذا كانوا بالبرارِيِّ (١) في المطرِ، فرُّوا من الصواعقِ.

حدَّثنا عمرٌو بنُ عليٍّ، قال: حدَّثنا أبو معاويةَ، قال: حدَّثنا ابنُ جُريجٍ، عن عطاءٍ في قولِه: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ﴾ قال: مثَلٌ ضُرِب للكافرِين (٢).

قال أبو جعفرٍ: وهذه الأخبارُ (٣) التي ذكَرْناها عمَّن رَوَيناها عنه، فإنها وإن اخْتَلفت فيها ألفاظُ قائليها متقارِباتُ المعاني؛ لأنها جميعًا تُنْبئُ عن أن اللهَ ضرَب الصَّيِّبَ لظاهرِ إيمانِ المنافقِ مثلًا، ومثَّل ما فيه من ظلماتٍ بضلالتِه، وما فيه من ضياءِ برقٍ بنورِ إيمانِه، واتِّقاءَه من الصواعقِ بتصييرِ أصابِعه في أُذُنَيه، لضعفِ (٤) جَنانِه، ونَخْبِ (٥) فؤادِه، من حُلولِ عقوبةِ اللهِ بساحتِه، ومشيَه في ضوءِ البرقِ باستقامتِه على نورِ إيمانِه، وقيامَه في الظلامِ بحيرتهِ في ضلالتِه وارتكاسِه في عَمَهِه.

فتأويلُ الآيةِ (٦) إذن - إذ (٧) كان الأمرُ على ما وصَفْنا -: أو (٨) مَثَلُ ما اسْتَضاء به المُنافِقون، مِن قيلِهم لرسولِ اللهِ وللمؤمنين بألسنتِهم: آمنَّا باللهِ


(١) في ص: "بالبر"، وفي م، ر، ت ١، ت ٢: "بالبراز".
(٢) في ص، ر، م، ت ١: "للكافر"، وفي ت ٢: "الكافر".
(٣) في ص، ر، م، ت ١، ت ٢: "الأقوال".
(٤) في م: "بضعف".
(٥) في م: "تحير". والنخب: الجبن وضعف القلب. اللسان (ن خ ب).
(٦) في ص: "الكلام".
(٧) في ص: "إن"، وفي م "إذا".
(٨) في الأصل: "و".