للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: قال أبو سعدٍ (١)، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ، قال: قال اللهُ جل وعزّ، لما دَعا موسى: ﴿فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ﴾. قال: فدخَلوا التيهَ، فكلُّ من دخَل التيهَ ممن جاوز (٢) العشرين سنةً مات في التيهِ. قال: فمات موسى في التيهِ، ومات هارونُ قبلَه. قال: فلبِثوا في تيهِهم أربعين سنةً، فناهَض يوشعُ بمن بقِى معه مدينةَ الجبَّارين، فافْتَتح يوشعُ المدينةَ (٣).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: قال اللهُ: ﴿فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾: حُرِّمت عليهم القُرَى (٤)، وكانوا لا يهبِطون قريةً، ولا يقدِرون على ذلك، إنما يتَّبعون الأطواءَ (٥) أربعين سنةً. وذُكِر لنا أن موسى مات في الأربعين سنةً، وأنه لم يدخُلْ بيتَ المقدسِ منهم إلا أبناؤُهم والرجلان اللذان قالا ما قالا (٦).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: ثنى بعضُ أهلِ العلمِ بالكتابِ الأولِ، قال: لما فعَلت بنو إسرائيلَ ما فعَلت، من معصيتِهم نبيَّهم، وهمِّهم بكالبَ ويوشعَ، إذ أمَراهم بدخولِ (٧) مدينةِ الجبَّارين، وقالا لهم ما قالا، ظهَرت عظمةُ اللهِ بالغمامِ على [بابِ قُبّةِ الزُّمَرِ] (٨) على كلِّ بني إسرائيل، فقال جلَّ ثناؤُه


(١) في م: "سعيد".
(٢) في ص، ت ١: "جاز".
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٣٥، وأخرجه ابن أبي حاتم - كما في تفسير ابن كثير ٣/ ٧٤ - من طريق سفيان به مطولا.
(٤) سقط من النسخ، وأثبتناه من تاريخ المصنف.
(٥) الأطواء جمع طَوِىً: وهى البئر المطوية - أي المبنية أو المعرشة - بالحجارة. اللسان، الوسيط (ط و ى).
(٦) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٣٦ دون قوله: إنما يتبعون الأطواء. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٧١ إلى ابن المنذر.
(٧) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "أمرهم".
(٨) في ص غير منقوطة، وفى م: "نار فيه الرمز". وفى ت ١، ت ٢، ت ٣: "نار فيه الزمر"، ومثله =