للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لموسى: إلى متى يعصينى هذا الشعبُ؟ وإلى متى لا يصدِّقون بالآياتِ كلِّها التي وضَعتُ بينَهم، أضرِبُهم بالموتِ فأُهْلِكُهم، وأجعَلُ لك شعبًا أشدَّ وأكثرَ منهم. فقال موسى للهِ: يسمَعُ أهلُ المِصْرِ الذين أَخْرَجت هذا الشعبَ بقوتِك من بينِهم، ويقولُ ساكنُ (١) هذه البلادِ الذين قد سمِعوا أنك أنت اللهُ في هذا الشعبِ، فلو أنك قتَلت هذا الشعبَ كلَّهم كرجلٍ واحدٍ، لقالت الأممُ الذين سمِعوا باسمِك: إنما قتَل هذا الشعبَ من أجل (٢) لا يستطيعُ أن يُدْخِلَهم الأرضَ التي خلَق لهم، فقتَلهم في البرِّيَّةِ، ولكن لِتَرْتَفِعْ أياديك، ويَعْظُم جزاؤُك يا ربِّ، كما كنت تكلَّمتَ وقلتَ لهم، فإنه طويلٌ صبرُك، كثيرةٌ نعمُك، وأنت تغفِرُ الذنوبَ فلا تُوبِقُ، وإنك تحفَظُ ذنبَ (٣) الآباءِ على الأبناءِ وأبناءِ الأبناءِ إلى ثلاثةِ أَحْقابٍ (٤) وأربعةٍ، فاغفِرْ أَيْ رَبِّ آثامَ هذا الشعبِ، بكثرةِ نعمِك، وكما غفَرت لهم منذ أَخرْجَتُهم من أرضِ مصرَ إلى الآنَ. فقال اللهُ جلَّ ثناؤُه لموسى : قد غفَرتُ لهم بكلمتِك، ولكن حَيٌّ (٥) أنا - وقد ملأتِ الأرضَ مَحمَدَتى كلَّها - لا (٦) يَرى القومُ الذين قد رأَوا محمدتى وآياتي التي فعَلت في أرضِ مصرَ وفى القِفارِ، [وابتلونى] (٧) عشْر مراتٍ ولم يُطِيعونى، لا يَرَوْن الأرضَ التي


= في ص، ولكن غير منقوطة، وفى عرائس المجالس ص ٢١٥: "باب قبة موسى". وفي نهاية الأرب ١٣/ ٢٦٤: "قبة الزمان". وقد ورد في سفر العدد ذكر باب خيمة الاجتماع، كما في الأصحاح ٦/ ١١، ١٢، ١٠/ ٣، ١٦/ ١٨، ١٩، ١٨/ ٤، والقبة هي الخيمة، والزمر: جمع زمرة، وهي الجماعة. ويقابل هذه الرواية ما في سفر العدد الأصحاح ١٤/ ١١: ثم ظهر مجد الرب في خيمة الاجتماع لكل بني إسرائيل.
(١) في م: "ساكنوا".
(٢) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "الذين".
(٣) سقط من النسخ، والكلام لا يستقيم بدونها، والمثبت مستفاد مما في سفر العدد الأصحاح ١٤/ ١٨.
(٤) في م: "أجيال"، والأحقاب جمع حُقُب، وهو الدهر. وقيل: ثمانون سنة. وقيل: سنة أو السنون. ينظر تاج العروس (ح ق ب).
(٥) في ص، ت ١: "حتى"، وفى م: "قد أنى لى"، وفى ت ٢، ت ٣: "حيى" والمثبت من سفر العدد الأصحاح ١٤/ ٢٢.
(٦) في النسخ: "ألا". والمثبت مستفاد مما في كتاب القوم.
(٧) في م: "سألونى".