للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عندَهم، وإذ كان غيرَ جائزٍ أن يُخاطِبَهم خطابًا لا يُفيدُهم به معنًى، فمعلومٌ أنه عنَى ابْنَىْ (١) آدمَ لصُلْبِه، لا (٢) ابْنَىْ بَنِيه الذين بَعْدَ منه نَسَبُهم، مع إجماعِ أهلِ الأَخبارِ والسِّيَرِ والعِلْمِ بالتأويلِ على أنهما كانا ابْنَىْ آدمَ لصُلْبِه، وفى عهدِ آدمَ وزمانِه، وكفَى بذلك شاهدًا. وقد ذَكَرْنا كثيرًا ممن نُصَّ عنه القولُ بذلك، وسنَذْكُرُ كثيرًا ممن (٣) لم يُذْكَرْ إن شاء الله.

حدَّثنا مجاهدُ بنُ موسى، قال: ثنا يزيد بنَ هارونَ، قال: ثنا حسامُ بنُ مِصَكٍّ، عن عَمَّارٍ الدُّهْنيِّ، عن سالمِ بن أبي الجَعْدِ، قال: لما قتَل ابنَ آدمَ أخاه، مكَث آدمُ مائةَ سنةٍ حزينًا لا يَضْحَكُ، ثم أُتِىَ فقيل له: حيَّاك اللهُ وبيَّاك. فقال: بيَّاك: أَضْحَكك (٤).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، [عن غِياثِ بن إبراهيمَ] (٥)، عن أبي إسحاقَ الهَمْدانيِّ، قال: قال عليُّ بنُ أبى طالبٍ رضوانُ اللهِ عليه: لَمَّا قتَل ابن آدمَ أخاه، بكَى آدمُ، فقال:

تَغَيَّرتِ البلادُ ومَن عَلَيْها … فلَوْنُ (٦) الأرضِ مُغْبَرٌّ قبيحُ

تغيَّر كلُّ ذى لَوْنٍ وطَعْمٍ … وقلَّ بشاشةُ الوجهِ المليحِ

فأُجِيب آدمُ :


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "بابني".
(٢) سقط مِن: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
(٣) في ص، ت ٢: "ما".
(٤) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٧/ ٩٨١ من طريق حسام بن مصك به نحوه.
(٥) سقط من النسخ، والمثبت من تاريخ المصنف.
(٦) في التاريخ: "فوجه".