للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا بشرُ بنُ مُعاذ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾: ذُكِر لنا أن هؤلاء الآياتِ أُنْزِلَت في قتيلِ (١) اليهودِ الذي كان منهم.

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُرَيْجٍ، عن عكرمةَ قوله: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، و ﴿الظَّالِمُونَ﴾ و ﴿الْفَاسِقُونَ﴾ لأهلِ الكتابِ كلِّهم؛ لما تركوا مِن كتابِ اللهِ.

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن عبدِ اللهِ بن مُرَّةَ، عن البَرَاءِ بن عازبٍ، قال: مُرَّ على النبيِّ يَهوديٍّ مُحَمَّمٍ مَخْلودٍ، فدعاهم فقال: "هكذا تَجدون حَدَّ مَن زنَى؟ " قالوا: نعم. فدعا رجلًا مِن علمائهم، فقال: "أَنْشُدُك الله الذي أنْزَل التوراةَ على موسى، هكذا تَجِدون حدَّ الزانى في كتابِكم؟ " قال: لا، ولولا أنك نَشَدْتَني (٢) بهذا لم أُخْبِرْك، نجدُه في كتابِنا الرجمَ، ولكنَّه كثُر في أشْرافِنا، فكنا إذا أَخَذْنا الشريف ترَكْناه، وإذا أخَذْنا الوَضيعِ أقَمْنا عليه الحدَّ، فقلْنا: تَعالَوْا فَلْتَجْتَمِعْ جَمِيعًا على التَّحْمِيمِ والجَلْدِ مكانَ الرجمٍ. فقال رسولُ اللَّهِ : "اللهم إنى أولُ مَن أَحْيَا أَمْرَك إِذ أَمَاتُوه". فَأَمَر به فرُجِم، فأَنْزَل اللَّهُ: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ﴾ [المائدة: ٤١]. إلى قولِه: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ يعنى اليهودَ، ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ يعنى اليهودَ، ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ للكفار كلُّها (٣).


(١) في ص: "قبيل"، وفي م: "قيل".
(٢) في م: "أنشدتني".
(٣) تقدم في ص ٤١٥، ٤١٦.