للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الرحمن، قال: قال النبيُّ : "لا آمُرُكُم أن تكونوا قسيسين ورُهْبانًا" (١).

حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا جامعُ بنُ حمادٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة في قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ الآية: ذُكر لنا أن رجالًا من أصحاب النبيِّ رفضوا النساء واللحم، وأرادوا أن يَتَّخِذوا الصوامع، فلما بلغ ذلك رسول الله قال: "ليس في دينى تركُ النساءِ واللحمِ، ولا اتخاذُ الصوامع". وخُبِّرنا أن ثلاثة نفرٍ على عهدِ رسولِ اللهِ اتَّفَقُوا، فقال أحدُهم: أمَّا أنا فأقومُ الليل لا أنامُ. وقال أحدُهم: أمَّا أنا فأصومُ النهارَ فلا أُفطِرُ. وقال الآخرُ: أمَّا أنا فلا آتى النساءَ. فبعث رسولُ اللَّهِ إليهم، فقال: "ألم أُنَبَّأ أنَّكم اتَّفَقْتُم على كذا وكذا؟ ". قالوا: بلى يا رسولَ اللَّهِ، وما أردنا إلا الخير. قال: "لكنى أقومُ وأنامُ، وأصومُ وأُفطِرُ، وأتى النساء، فمن رَغِبَ عن سُنَّتِى فليس منِّى". وكان في بعض القراءةِ: (مَنْ رَغِبَ عَن سُنَّتِكَ فليس مِنْ أُمَّتِكَ وقد ضَلَّ (٢) سواءَ السَّبِيلِ) (٣). وذُكِرَ لنا أن نبيَّ الله قال لأُناسٍ أصحابه: "إن من قبلكم شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم، فهؤلاء إخوانُهم في الدُّورِ والصوامع؛ اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وأقيموا الصلاةَ، وآتوا الزكاةَ، وصوموا رمضانَ، وحُجُوا، واعتمروا، واستقيموا يَسْتَقِم لكم".

حدَّثني محمدُ بنُ الحسين، قال: ثنا أحمدُ بن مفضلٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾: وذلك أن رسول الله جلس يومًا فذكَّر الناس، ثم قام


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ٢٣٥ عن وكيع به.
(٢) بعده في م: "عن".
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٠٨ إلى المصنف وعبد بن حميد.