للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يونسُ بنُ عبد الأعلى، قال: أخْبرَنا ابن وهبٍ، عن ابن زيدٍ في قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾. قال: قال أبى: ضاف عبد الله بن رواحة ضيفٌ، فانقلب ابن رواحةً ولم يتعشَّ، فقال لأهله: ما عَشَّيْتِه؟ فقالت: كان الطعام قليلًا، فانتظرتُ أن تأتى. قال: فحبَست ضيفى من أجلى! فطعامك عليَّ حرامٌ إن ذقتُه. فقالت هي: وهو على حرامٌ إن ذقتُه إن لم تذُقه. وقال الضيفُ: هو عليَّ حرامٌ إن ذقتُه إن لم تَذُوقوه. فلما رأى ذلك، قال ابن رواحة: قرِّبى طعامك، كلوا باسمِ الله. وغدا إلى النبيِّ فأخبره، فقال رسولُ الله : "قد أَحْسَنْتَ". فنزلت هذه الآيةُ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾، وقرأ حتى بلغ: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ﴾. إذا قلت: والله لا أذوقُه. فذلك العقد (١).

حدَّثنا عمرُو بنُ عليٍّ، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عثمانُ بنُ سعدٍ (٢)، قال: ثنا عكرمةُ، عن ابن عباسٍ، أن رجلًا أتى النبيَّ ، فقال: يا رسول الله، إنى إذا أصبتُ من اللحم انتشرتُ، وأخذَتْنى شهوتى، فحرَّمتُ اللحمَ. فأنزل الله تعالى ذِكرُه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (٣).

حدَّثنا عمرُو بنُ عليٍّ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ، قال: ثنا خالدٌ الحذّاءُ، عن


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١١٨٧، ١١٨٨ (٦٦٩٢) عن يونس، عن ابن وهب، عن هشام بن سعيد، عن زيد بن أسلم نحوه دون ذكر المرفوع.
(٢) في النسخ: "سعيد". وتقدم على الصواب في ٧/ ٣١٠، ٩/ ٩٢، وسيأتي على الصواب أيضًا.
(٣) أخرجه الترمذى (٣٠٥٤) عن عمرو بن علي به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١١٨٦ (٦٦٨٧)، وابن عدى ٥/ ١٨١٧ من طريق أبى عاصم به. وأخرجه الطبراني (١١٩٨١) من طريق عثمان به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٠٧ إلى ابن مردويه.