للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صُبَيْحٍ، قال: سألْتُ علقمةَ عن قولِه: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ﴾. قال: ما تَصْنَعُ بهذا؟ هذا شيءٌ كان يَفْعَلُه أهلُ الجاهليةِ.

حدثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا يحيى بنُ يَمانٍ ويحيى بنُ آدمَ، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحوصِ: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ﴾. قال: البَحِيرةُ التي قد ولَدَت خمسةَ أبطنٍ ثم تُرِكَت (١).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا جريرُ بنُ عبدِ الحميدِ، عن مغيرةَ، عن الشعبيِّ: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ﴾. قال: البحيرةُ المُخَضْرَمةُ، ﴿وَلَا سَائِبَةٍ﴾: والسائبةُ: ما سُيِّب للعِدَيِ (٢)، والوَصيلةُ: إذا وَلَدَت بعدَ أربعةِ أبطنٍ - فيما يَرَى جَرِيرٌ - ثم ولَدَت الخامسَ ذكرًا وأنثى، وصَلَتْ أخاها. والحامِ: الذي قد ضرَب أولادُ أولادِه في الإبلِ.

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن الشعبيِّ بنحوِه، إلا أنه قال: والوَصيلةُ: التي ولَدَت بعدَ أربعةِ أبطنٍ ذكرًا وأنثى، قالوا: وصَلَتْ أخاها، وسائرُ الحديثِ مثلُ حديثِ ابن حميدٍ.

حدَّثنا ابن وَكيعٍ، قال: ثنا إسحاقُ الأزرقُ، عن زكريا، عن الشعبيِّ أنه سُئِل عن البَحيرةِ؟ فقال: هي التي تُجْدَعُ آذانُها. وسُئِل عن السائبِة؟ فقال: كانوا يُهْدُون لآلهتِهم الإبلَ والغنمَ، فيَتْرُكونها عندَ آلهتِهم، [فتذهبُ فَتَخْتَلِطُ] (٣) بغنمِ الناسِ، فلا يَشْرَبُ ألبانَها إلا الرجالُ، فإذا مات منها شيءٌ أكَلَه الرجالُ والنساءُ جميعًا.

حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٢٠ (٦٨٨٦) من طريق إسرائيل به.
(٢) سقط من: س، وفى م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "للهدى". والعِدَى: الغرباء. اللسان (ع د ى).
(٣) في م: "لتذبح فتخلط".