للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني أحمدُ بنُ المِقْدَامِ، قال: ثنا حَزْمٌ (١)، قال: سمِعتُ الحسنَ يقولُ: تأوَّل بعضُ أصحابِ النبيِّ هذه الآيةَ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾. فقال بعضُ أصحابه: دَعُوا هذه الآية فليست لكم (٢).

حدَّثني إسماعيلُ بن إسرائيلَ السَّلَّالُ (٣) الرَّمْليُّ، قال: ثنا أيوبُ بنُ سويدٍ، قال: ثنا عتبةُ بن أبى حكيمٍ، عن عمرِو بن جاريةَ (٤) اللَّخْميِّ، عن أبي أميةَ الشَّعْبَانيِّ، قال: سألتُ أبا ثَعْلبة الخُشَنيَّ عن هذه الآيةَ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾. فقال: لقد سألتَ عنها خبيرًا، سألتُ عنها رسولَ اللهِ ، فقال: "أبا ثعلبةَ، ائْتَمِروا بالمعروفِ، وتَناهَوْا عن المنكرِ، فإذا رأيتَ دنيا مُؤثَرةً، وشُحًّا مُطاعًا، وإعجابَ كلِّ ذى رأيٍ برأيِه، فعَلَيْك نفسَك، إِنَّ (٥) مِن بعدِكم أيامَ الصبرِ: للمتمسِّكِ يَوْمَئِذٍ بمثل الذي أنتم عليه كأجرِ خمسين عاملًا". قالوا: يا رسولَ اللَّهِ: كأجرِ خمسين عاملًا منهم؟ قال: "لا، كأجرِ خمسين عاملًا منكم" (٦).

حدثنا عليُّ بنُ سهلٍ، قال: أخبرنا الوليدُ بنُ مسلمٍ، عن ابن المباركِ وغيرِه، عن عتبةَ بن أبي حَكيمٍ، [عن عمرِو بن جاريةَ] (٧)، عن أبي أميةَ الشَّعْبانيِّ، قال: سألتُ أبا ثعلبةَ الخُشَنيَّ كيف نصنعُ بهذه الآيةِ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾؟ فقال أبو ثعلبةَ: سألتَ عنها خبيرًا، سألتُ عنها


(١) في النسخ: "حرمى"، وسيأتي على الصواب في ١٧/ ٤٥٠.
(٢) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٨٤٢ - تفسير) عن حزم بن أبي حزم به.
(٣) في النسخ: "اللآل". وينظر ما تقدم في ٧/ ٣٦٧.
(٤) في ت ١ بياض، وفى ص، م، ت ٢، ت ٣، س: "خالد". والمثبت من مصادر التخريج، وينظر تهذيب الكمال ٢١/ ٥٦٢.
(٥) في م: "أرى".
(٦) أخرجه ابن ماجه (٤٠١٤)، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٢٥ (٦٩١٥)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١١٧١ - ١١٧٣)، والبيهقى في الشعب (٧٥٥٣)، من طريق عتبة به.
(٧) سقط من النسخ. والمثبت مما قبله ومن مصادر التخريج.