للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحبى مثلَها، [فوثبُوا إليه] (١)، فأتَوْا به (٢) رسول الله ، فسأَلهم البينةَ، فلم يَجِدوا، فأمرَهم أن يَسْتَحْلِفوه بما يُعَظَّمُ به على أهلِ دينِه، فحلَف، فأَنْزَلَ اللهُ تعالى ذكرُه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ﴾ إلى قولِه: ﴿أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾. فقام عمرُو بنُ العاصِ ورجلٌ آخرُ منهم، فحلَفا، فنُزِعَتِ الخمسُمائةِ من عديِّ بن بَدَّاءَ (٣).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنا أبو سفيانَ، عن معمرٍ، عن قتادةَ وابنِ سيرينَ وغيرِه، قال: وحدَّثنا الحجاجُ، عن ابن جُرَيْجٍ، عن عكرمةَ - دخَل حديثُ بعضِهم في بعض -: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ﴾ الآيةَ. قالوا (٤): كان عديٌّ وتميمٌ الداريُّ، وهما مِن لَخْمٍ، نصرانيَّان، يَتَّجِران إلى مكةَ في الجاهليةِ، فلمَّا هاجَر رسولُ اللهِ حوَّلا مَتْجَرَهما إلى المدينةِ، فقدِم ابن أبي ماريَةَ مولى عمرِو بن العاصِ المدينةَ، وهو يُرِيدُ الشامَ، تاجرًا، فخرَجوا جميعًا، حتى إذا كانوا ببعضِ الطريق مرِض ابن أبى ماريةَ، فكتَب وصيَّتَه بيدِه، ثم دسَّها في متاعِه، ثم أوْصَى إليهما، فلما مات فتَحا متاعَه، فأخَذا ما أرادا، ثم قدِما على أهلِه، فدفَعا ما أرادا، ففتَح أهلُه متاعَه، فوجَدوا كتابَه وعهدَه، وما خرَج به، وفقَدوا (٥) شيئًا، [فسأَلوهما عنه] (٦) فقالوا: هذا الذي قبَضْنا له،


(١) سقط من: م، ت ٢.
(٢) سقط من: ص، ت ١.
(٣) أخرجه الترمذى (٣٠٥٩)، والنحاس في الناسخ والمنسوخ ص ٤٠٩، عن الحسن بن أحمد به.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٣٠، ١٢٣١ (٦٩٤١) من طريق محمد بن سلمة به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٤١ إلى أبى الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة.
(٤) في م: "قال".
(٥) في ص، ت ١: "قعدوا"، وفى س: "ولم يجدوا".
(٦) في ص، س: "وسألوهما عنها"، وفى ت ١: "وسألوهما عنهما".