للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصُّورِ﴾، وقولُه: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّور﴾. مَحَلًّا، وقولُه: ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ﴾. مِن صلتِه، كان جائزاً.

والصوابُ مِن القولِ في ذلك عندي أن يُقالَ: إن اللهَ تعالى ذكرُه أَخْبَر أنه المنفردُ بخلقِ السماواتِ والأرضِ دونَ كلِّ ما سِواه، مُعَرِّفًا مَن أَشْرَكَ بِه مِن خلقِه جهلَه في عبادتِه (١) الأوثانَ والأصنامَ، وخطأَ ما هم عليه مُقِيمون مِن عبادةِ ما لا يَضُرُّ ولا يَنْفَعُ، ولا يَقْدِرُ على اجْتلابِ نفعٍ إلى نفسِه، ولا دفعِ ضَرٍّ عنها، ومُحْتَجًّا عليهم في إنكارِهم البعثَ بعدَ المماتِ، والثوابَ والعقابَ، بقدرتِه على ابتداعِ ذلك ابتداءً، وأن الذي ابْتَدَع ذلك غيرُ مُتَعَذِّرٍ عليه إفناؤُه، ثم إعادتُه بعدَ إفنائِه، فقال: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ﴾ أيها العادِلون بربِّهم مَن لا يَنْفَعُ ولا يَضُرُّ، ولا يَقْدِرُ على شيءٍ، ﴿السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقّ﴾ حجةً على خلقِه؛ ليَعْرِفوا بها صانعَها، ولِيَسْتَدِلُّوا بها على عظيمِ قدرتِه وسلطانِه، فيُخْلِصوا له العبادةَ، ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ﴾. يقولُ: ويومَ يقولُ حينَ تُبَدِّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسماواتُ كذلك: ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾. كما شاء تعالى ذكرُه، فتَكونُ الأرضُ غيرَ الأرضِ. [ويكونُ] (٢) الكلامُ (٣) عندَ قولِه: ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾. مُتَناهِياً. وإذا كان كذلك معناه، وجَب أن يَكونَ في الكلامِ محذوفٌ يَدُلُّ عليه الظاهرُ، ويكونَ معنى الكلامِ: ويومَ يقولُ كذلك (٤): ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾.

تَبَدُّلُه (٥) غيرَ السماواتِ والأرضِ. ويَدُلُّ على ذلك قولُه: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ


(١) في م: (عبادة).
(٢) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
(٣) سقط من النسخ، والمثبت يقتضيه السياق.
(٤) في م: (لذلك).
(٥) في م: (تبدل).