للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكأن مَن فتَح الثاءَ والميمَ مِن ذلك وجَّه معنى الكلامِ: انْظُروا إلى ثَمَرِ (١) هذه الأشجارِ التي سمَّيْنا من النخلِ والأعْنابِ والزيتونِ والرُّمَّان إذا أَثْمَر، وأن الثَّمَرَ (٢) جمعُ ثَمَرةٍ، كما القَصَبُ جمعُ قَصَبةٍ، والخشَبُ جمُع خَشَبَةٍ.

وكأن مَن ضمَّ الثاءَ والميمَ وجَّه ذلك إلى أنه جمعُ ثِمارٍ، كما [الحُمُرُ جمعُ حِمارٍ] (٣)، والجُرُبُ جمعُ جِرابٍ.

وقد حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ أبي حمادٍ، عن ابنِ إدريسَ، عن الأعمشِ، عن يحيى بنِ وَثَّابٍ أنه كان يَقْرَأُ: (إِلى ثُمُرِه).

يقولُ: هو أصنافُ المالِ.

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا ابنُ أبي حمادٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ عُبَيدِ اللهِ، عن قيسِ بنِ سعدٍ، عن مُجاهدٍ، قال: الثُّمُرُ هو المالُ، والثَّمَرُ ثَمَرُ النخلِ.

وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصوابِ (٤) قراءةُ مَن قرَأ: (انْظُروا إلى ثُمُرِه). بضمِّ الثاءِ والميمِ؛ لأن اللهَ جلَّ ثناؤُه وصَف أصنافًا مِن المالِ، كما قال يحيى بنُ وَثَّابٍ، وكذلك حَبُّ الزَّرْعِ المُتَراكِبُ، وقِنْوانُ النخلِ الدانيةُ، والجناتُ مِن الأعْنابِ، والزيتونُ والرُّمَّانُ، فكان ذلك أنواعًا مِن الثَّمَرِ، فجُمِعَت الثَّمَرةُ ثَمَرًا، ثم جُمِعَ الثَّمَرُ ثِمارًا، ثم جُمِع ذلك فقيل: (انْظُروا إلى ثُمُرِه). فكان ذلك جمعَ الثِّمارِ، والثِّمارُ جمعُ الثَّمَرةِ، وإثْمارُه عقدُ الثَّمَرِ.

وأما قولُه: ﴿وَيَنْعِهِ﴾. فإنه نُضْجُه وبلوغُه حينَ يَبْلُغُ.

وكان بعضُ أهلِ العلمِ بكلامِ العربِ مِن أهلِ البصرةِ (٥) يقولُ في:


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "ثمرة".
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف: "الثمرة".
(٣) في ف: "الخمر جمع خمار".
(٤) القراءتان كلتاهما صواب.
(٥) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن ١/ ٢٠٢.