للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿يَنْعِهِ﴾. إذا فُتِحَت ياؤُه: هو جمعُ يانعٍ، كما التَّجْرُ جمعُ تاجرٍ، والصَّحْبُ جمعُ صاحبٍ.

وكان بعضُ أهلِ الكوفةِ يُنْكِرُ ذلك، ويَرَى أنه مصدرٌ مِن قولِهم: يَنَع الثمرُ فهو يَيْنَعُ يَنْعًا. ويَحْكي في مصدرِه عن العربِ لغاتٍ ثلاثًا؛ يَنْعٌ، ويُنْعٌ، ويَنَعٌ (١)، وكذلك في النَّضْجِ: النُّضْجُ والنَّضَجُ.

وأما في قراءةِ مَن قرَأ ذلك: (ويانِعِه) (٢). فإنه يعني به: وناضِجِه وبالغِه.

وقد يَجوزُ في مصدرِه: يُنوعًا، ومسموعٌ من العربِ: أيْنَعَت الثمرةُ تُونِعُ إيناعًا. ومِن لغةِ الذين قالوا: يَنَع. قولُ الشاعرِ (٣):

في قِبابٍ عندَ دَسْكرةٍ (٤) … حولَها الزيتونُ قد يَنَعَا

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَيَنْعِهِ﴾. يعني: إذا نضِج (٥).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن


(١) في م: "ينوع".
(٢) وهي قراءة ابن السَّميقع وابن أبى عبلة. تفسير القرطبي ٧/ ٥٠، والبحر المحيط ٤/ ١٩١. واختلف في قراءة ابن محيصن فقيل كما هنا، وقيل: بضم الياء وسكون النون. ينظر مختصر ابن خالويه ص ٤٥، وإتحاف فضلاء البشر ص ١٢٩، والقراءة شاذة.
(٣) اختلف في نسبة البيت فقيل: ليزيد بن معاوية، وقيل: لأبي دهبل. وقيل: للأحوص، وقيل غير ذلك. ينظر الكامل ١/ ٣٨٤، واللسان (د س ك ر، ي ن ع)، والخزانة ٧/ ٣١٢، وديوان الأحوص ص ٢٢٢ وحاشيته.
(٤) الدسكرة: بناء كالقصر، حوله بيوت للأعاجم، يكون فيها الشراب والملاهي. اللسان (د س ك ر).
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٦ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ، وذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٦٠ عقب الأثر (٧٧١٥) معلقا.