للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبِتُّ مُرْتَفِقًا والعينُ ساهرةٌ … كأنَّ نومى علىَّ الليلَ مَحْجُورُ

أي: حرامٌ.

يُقالُ: حِجْرٌ وحُجْرٌ. بكسرِ الحاءِ وضمِّها، وبضمِّها كان يَقْرَأُ، فيما ذُكِر؛ الحسنُ (١) وقتادةُ.

حدَّثني عبدُ الوارثِ بنُ عبدِ الصمدِ، قال: ثني أبي (٢)، قال: ثني أبي، عن الحسين، عن قتادةَ أنه كان يَقْرَؤُها: (وحَرْثٌ حُجْرٌ). يقولُ: حرامٌ. مضمومة الحاءِ (٣).

وأما القرأةُ مِن الحجازِ والعراقِ والشامِ بعدُ (٤) فعلى كسرِها، وهي القراءةُ التي لا أَسْتَجِيزُ خلافَها؛ لإجماعِ الحُجَّةِ مِن القَرأةِ عليها، وأنها اللغةُ الجُودَى (٥) من لغاتِ العربِ.

ورُوى عن ابنِ عباسٍ أنه كان يَقْرَؤُها: (وحَرْثٌ حِرْجٌ). بالراءِ قبل الجيمِ (٦).

حدَّثني بذلك الحارثُ، قال: ثنى عبدُ العزيزِ، قال: ثنا ابنُ عُيينةَ، عن عمرٍو، عن ابنِ عباسٍ أنه كان يَقْرَؤُها كذلك (٧).

وهي لغةٌ ثالثةٌ معناها ومعنى الحِجْرِ واحدٌ، وهذا كما قالوا: جذَب وجبَذ،


(١) في ص، م، ت ٢، ت ٣، س، ف: "الحسين". وقراءة الحسن هذه أخرجها ابن الأنباري، كما في الدر المنثور ٣/ ٤٨، وذكرها ابن خالويه في مختصره ص ٤٦.
(٢) بعده فى النسخ: "قال حدثني عمي". وينظر ما تقدم في ص ٥٤٦.
(٣) ذكر هذه القراءة عن قتادة أبو حيان فى البحر المحيط ٤/ ٢٣١، وهي شاذة.
(٤) سقط من: م.
(٥) الجودى: تأنيث الأجود.
(٦) على القلب المكاني، وهي قراءة شاذة.
(٧) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٣/ ٤٨ إلى المصنف وسعيد بن منصور وابن المنذر.