للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾. قال: كما بدَأَكم في الدنيا، كذلك تَعوُدون يومَ القيامةِ أحياءً.

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾. قال: بدَأ خلْقَهم ولم يكونوا شيئًا، ثم ذهَبوا، ثم يُعِيدُهم (١).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩) فَرِيقًا هَدَى﴾. يقولُ: كما خلَقْناكم أولَ مرةٍ كذلك تَعُودون (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ في قولِ اللَّهِ: ﴿كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾: يُحْيِيكم بعدَ موتِكم (٣).

حدَّثني يونُسُ، قال: أخْبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾. قال: كما خلَقَهم أولا، كذلك يُعِيدُهم آخِرًا (٤).

قال أبو جعفرٍ: وأولى الأقوالِ في تأويلِ ذلك بالصوابِ القولُ الذي قاله مَن قال: معناه: كما بدَأَكم الله خلقًا بعدَ أن لم تَكُونوا شيئًا، تَعُودون بعدَ فَنائِكم خلقًا مثلَه، يَحْشُرُكم إلى يومَ القيامةِ؛ لأن الله تعالى أمر نبيَّه أَن يُعْلِمَ بما في هذه الآيةِ قومًا مشركين أهلَ جاهليةٍ، لا يُؤْمِنون بالمَعادِ، ولا يُصَدِّقون بالقيامةِ، فأمَرَه أن يَدْعُوَهم إلى الإقرارِ بأن الله باعثُهم يومَ القيامة، ومُثِيبُ مَن أطاعه، ومُعاقِبُ مَن عصاه، فقال له: قلْ لهم: أمر ربى بالقِسْطِ، وأن أَقِيموا وُجوهَكم عندَ كلِّ


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٢٥ عن معمر به.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٦٣ (٨٣٦٨) عن محمد بن سعد به.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٣٩٨.
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٣٩٩.