للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسجدٍ، وأنِ ادْعُوه مُخْلِصين له الدين، وأن أَقِرُّوا بِأَنْ كما بدَأَكُم تَعُودون. فترَك ذُكِر: "وأن أقِرُّوا بأن". كما ترَك ذكرَ "أن" مع "أقِيموا"، إذ كان فيما ذُكِر دلالةٌ على ما حُذِف منه.

وإذ كان ذلك كذلك، فلا وجهَ لأن يُؤْمَرَ بدعاءِ مَن كان جاحدًا النُّورَ بعدَ المَماتِ، إلى الإقرارِ بالصفةِ التي عليها يُنْشَرُ مَن نُشِر، وإنما يُؤْمَرُ بالدعاءِ إلى ذلك مَن كان بالبعثِ مُصَدِّقًا، فأما مِن كان له جاحدًا، فإنما يُدْعَى إلى الإقرار به، به، ثم يُعَرَّفُ كيف شَرائطُ البعثِ. على أن في الخبرِ الذي رُوِى عن رسول اللهِ الذي حدَّثناه محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا يحيى بنُ سعيدٍ، قال: ثنا سفيانُ، قال: ثني المغيرةُ بنُ النعمانِ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، عن النبي قال: "يُحْشَرُ النَّاسُ عُراةٌ غُرْلًا (١)، وأولُ مَن يُكْسَى إبراهيمُ". ثم قرَأ: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٤] (٢).

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا إسحاقُ بنُ يوسُفَ، قال: ثنا سفيانُ، عن المغيرةِ بن النعمانِ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، عن النبيِّ بنحوِه (٣).

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن المغيرةِ بن النعمانِ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: قام فينا رسولَ اللهِ بموعِظةٍ، فقال: "يا أيُّها الناسُ، إنكم تُحْشَرون إلى اللَّهِ حُفاةً غُرْلًا، ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ (٤).


(١) الغرب؛ جمع الأغْرل: وهو؛ الأقلف، والغرلة: القلفة. النهاية ٣/ ٣٦٢.
(٢) أخرجه أحمد ٣/ ٤١٨، ٤٧٠ (١٩٥٠، ٢٠٢٧)، والنسائي ٤/ ١١٤ (٢٠٨١) من طريق يحيى بن سعيد به، وأخرجه البخاري (٣٣٤٩، ٣٤٤٧، ٤٦٢٦)، والترمذى (٢٤٢٣)، مِن طريق سفيان الثورى به.
(٣) أخرجه النسائي في الكبرى (١١١٦٠) عن محمد بن بشار به، وأخرجه أيضا (١١١٦٠)، والبيهقي في الأسماء والصفات (١٠٦٧) من طريق إسحاق به.
(٤) أخرجه مسلم (٢٨٦٠/ ٥٨)، والترمذى عقب (٢٤٢٣) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار به، =