للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خالُ معاويةَ بن بكرٍ؛ أخو أمِّه، ثم بَعَثوا لقمانَ بنَ عادِ بن فلانِ بن فلانِ بن صِدِّ بَنِ عادٍ الأكبر، فانطلقَ كلُّ رجلٍ من هؤلاء القوم معه رَهْطُ مِن قومِه، حتى بلَغ عدةُ وفدِهم سبعينَ رجلًا، فلما قَدِموا مكةَ نَزَلوا على معاويةَ بن بكرٍ، وهو بظاهرِ مكةَ خارجًا مِن الحرمِ، فأنزَلهم وأكْرَمَهم وكانوا أخوالَه وصِهرَه (١)، فلما نَزَلَ وفدُ عادٍ على معاويةَ بن بكرٍ، أقاموا عندَه شهرًا يَشْرَبون الخمرَ وتُغَنِّيهم الجرادتان؛ قينتانِ لمعاوية بن بكرٍ، وكان مسيرُهم شهرًا، ومُقامُهم شهرًا، فلما رأى معاوية بنُ بكرٍ طولَ مُقامِهم، وقد بَعَثَهم قومُهم يَتَعَوَّذون (٢) بهم مِن البلاءِ الذي أصابَهم، شَقَّ ذلك عليه، فقال: هلَك أخْوالى وأصْهارى، وهؤلاء مُقيمون عندى، وهم ضَيْفى نازِلون عليَّ، واللهِ ما أدْرى كيف أصنعُ بهم؟ [إن أمرتُهم] (٣) بالخروجِ إلى ما بُعِثوا له، فيظنُّوا أنه ضِيقٌ منى بمُقامِهم عندى، وقد هلَك مَن وراءَهم مِن قومِهم جَهْدًا وعَطَشًا - أو أو كما قال - فَشَكا ذلك مِن أمرِهم إلى قَبْنتَيه الجرَادَتَين، فقالتا: قُلْ شعرًا نُغَنِّيهم به، لا يَدْرون مَن قالَه، لعلّ ذلك أن يُحرِّكَهم. فقال معاويةُ بنُ بكرٍ حينَ أشارَنا عليه بذلك:

ألَا يا قَيْلُ وَيْحَكَ قُمْ فَهَيْنِمْ … لعلَّ الله يُصْبِحُنا (٤) غَمَامَا

فَيَسْقِى أَرضَ عادٍ إِنَّ عَادًا … قَدَ امْسَوا لا يُبِينُون الكلامَا

من العطشِ الشديدِ فليس نَرْجُو … به الشيخَ الكبيرَ ولا الغُلاما

وقد كانتْ نساؤُهُمُ بخيرٍ … فقد أَمْسَت نِسَاؤُهُمُ عَرَامَى (٥)


(١) في م: "أصهاره".
(٢) في م: "يتغوثون".
(٣) في التاريخ: "أستحى أن آمرهم".
(٤) في م: "يسقينا".
(٥) في م: "عيامي". وعرم العظم: نزع ما عليه من اللحم. ينظر اللسان (ع ر م).