للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تُصْبِحَ وجوهكم مصفرَّةً، ثم تُصْبحَ اليوم الثانىَ محمرَّةً، ثم تصبحَ اليومَ الثالثَ مسودَّةً. فأصبَحت كذلك. فلما كان اليومُ الثالثُ، وأيْقَنوا بالهلاكِ تَكَفَّنوا وتَحَنَّطوا، ثم أخَذَتهم الصيحةُ فأهْمَدَتهم. قال قتادةُ: قال عاقرُ الناقةِ لهم: لا (١) أقتُلُها حتى تَرْضَوا أَجْمَعُون (٢). فجعلوا يَدْخُلون على المرأةِ في خِدْرِها (٣)، فيقولون: أَتَرْضَين؟ فتقولُ: نعم. والصبيِّ، حتى رَضُوا أَجْمَعُون (٢)، فعقرها (٤).

حدَّثني المُثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ الرزاقِ، عن معمرٍ، عن عبدِ اللهِ بن عثمانَ بن خُثَيمٍ (٥)، عن أبي الزبيرِ، عن جابرِ بن عبدِ اللَّهِ، قال: لمَّا مَرَّ النبيُّ بالحِجْرِ (٦)، قال: "لا تسْألوا الآياتِ، فقد سألهَا قومُ صالحٍ، فكانت تَرِدُ مِن هذا الفجِّ، وتصدُرُ مِن هذا الفَجَّ، فعتَوا عن أمرِ ربِّهم، فعقَروها، وكانت تَشْرَبُ ماءَهم يومًا ويَشْرَبون لبنَها يومًا، فعقروها، فأخَذتهم الصيحةُ، أهمَد اللهُ مَن تحتَ أديمِ السماءِ منهم، إلا رجلًا واحدًا كان في حَرَمِ اللَّهِ". قيل: مَن هو؟ قال: "أبو رِغالٍ، فلما خرَج مِن الحرمِ أصابَه ما أصابَ قومَه" (٧).


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "ألا".
(٢) في م: "أجمعين".
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "حجرها".
(٤) في ت ١: "فعقروها".
والأثر أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٣١ عن معمر به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥١٥ (٨٦٨٤) من طريق محمد بن عبد الأعلى به إلى قوله: فأهمدتهم، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٩٨ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ.
(٥) في م، ت ٢: "خيثم". وينظر تهذيب الكمال ١٥/ ٢٧٩.
(٦) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف.
(٧) تفسير عبد الرزاق ١/ ٢٣١، ٢٣٢، ومن طريقه أخرجه أحمد ٢٢/ ٦٦ (١٤١٦٠)، والطحاوي في المشكل (٣٧٥٥)، والحاكم ٢/ ٣٢٠، وأخرجه البزار (١٨٤٤ - كشف)، والطحاوي في المشكل (٣٧٥٦)، وابن حبان (٦١٩٧)، والحاكم ٢/ ٣٤٠ من طريق ابن خيثم به.