للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شِبلٌ، عن ابن أبي نجَيحٍ، عن مجاهدٍ بنحوِه.

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾. قال: تَبْغون السبيلَ عوجًا عن الحقِّ (١).

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَتَصُدُّونَ﴾: [مَن آمَنْ] (٢) ﴿عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾: عن الإسلامِ تَبْغون السبيلَ، ﴿عِوَجًا﴾. هلاكًا (٣).

وقولُه: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ﴾. يُذَكِّرُهم شعيبٌ نعمةَ اللهِ عندَهم بأن كثَّر جماعتَهم بعدَ أن كان (٤) قليلًا عددُهم، وأن رفَعهم مِن الذِّلةِ والخَساسةِ، يقولُ لهم: فاشْكُروا الله الذي أنْعَم عليكم بذلك، وأخْلِصوا له العبادَة، واتَّقُوا عقوبتَه بالطاعةِ، واحْذَروا نقمتَه بتركِ المعصيةِ، ﴿وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾. يقولُ: وانْظُروا ما نزَل بمَن كان قبلَكم مِن الأممِ حينَ عتَوا على ربِّهم، وعصَوْا، رسلَه، مِن المَثُلاتِ والنَّقِماتِ، وكيف وجَدوا عُقْبَى عِصْيانِهم إياه؟ ألم يُهْلَك بعضُهم غرقًا بالطوفانِ؟ وبعضُهم رجمًا بالحجارةِ، وبعضُهم بالصَّيْحةِ؟

والإفسادُ في هذا الموضعِ معناه معصيةُ اللهِ.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٢٢ (٨٧٢١، ٨٧٢٣) من طريق محمد بن عبد الأعلى به، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٣٣ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٠٢ إلى أبى الشيخ.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٢١، ١٥٢٢ (٨٧١٨، ٨٧٢٤، ٨٧٢٤) من طريق أحمد بن المفضل به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٠٢ إلى أبى الشيخ.
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س، ف: "كانوا".