للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُرَيعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ﴾ حتى بلغ ﴿مُجْرِمِينَ﴾. قال (١): أرسل اللهُ عليهم الماءَ حتى قاموا فيه قيامًا، فدعوا موسى فدعا ربَّه، فكشَفه عنهم. ثم عادوا لشرِّ ما بحضرتِهم. ثم أنبتَت أرضُهم، ثم أرسل الله عليهم الجراد، فأكل عامَّةَ حروثِهم وثمارِهم، ثم دعوا موسى فدعا ربَّه فكشَفه عنهم، ثم عادوا لشرِّ ما بحضرتِهم. فأرسل اللهُ عليهم القُمَّلَ، هذا الدَّبَى الذي رأيتم، فأكل ما أبقى الجرادُ مِن حروثِهم، فلحَسه، فدعوا موسى، فدعا ربَّه، فكشَفه عنهم، ثم عادوا لشرِّ ما بحضرتِهم. ثم أرسل اللهُ عليهم الضفادعَ، حتى مَلأت بيوتَهم وأَفْنِيَتَهم، فدعوا موسى، فدعا ربَّه فكشف عنهم، ثم عادوا بأشرِّ ما بحضرتِهم. فأرسل اللهُ عليهم الدمَ، فكانوا لا يغترِفون من مائهم إلا دمًا، أحمرَ، حتى لقد ذُكِر أن عدوَّ اللهِ فرعونَ كان يجمَعُ بينَ الرجلين على الإناءِ الواحدِ، القبطيِّ والإسرائيليِّ، فيكونُ مما يلى الإسرائيليَّ ماءً، ومما يلى القبطىَّ دمًا، فدعوا موسى، فدعا ربَّه، فكشَفه عنهم في تسعِ آياتٍ: السنينَ، ونقصٍ مِن الثمراتِ، وأراهم يدَ موسى وعصاه.

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ﴾: وهو المطرُ، حتى خافوا الهلاكَ، فأتوا موسى، فقالوا: ي موسى ادعُ لنا ربَّك أن يكشفَ عنا المطرَ، [فإنا نؤمنُ لك ونرسِلُ معك بني إسرائيلَ، فدعا ربَّه، فكشَف عنهم المطرَ] (٢)، فأنبت اللهُ به حرثَهم، وأخصبَ به بلادَهم، فقالوا: ما نحبُّ أنا لم نمطرُ بتركِ دينِنا، فلن نؤمنَ لك، ولن نرسلَ معك بنى إسرائيلَ. فأرسل اللهُ عليهم الجرادَ، فأسرعَ في فسادِ ثمارِهم وزروعِهم، فقالوا: يا


(١) بعده في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ف: "طوفان".
(٢) زيادة من: م.