للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانظرْ إلى الجبلِ، فإن استقرَّ مكانه فسوف تراني.

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾. قال: أعطنى (١).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: استخلَف موسى هارون على بنى إسرائيل وقال: إنى مُتعجِّلٌ إلى ربِّي، فاخلفني في قومِي (٢) ولا تتبغ سبيل المفسدين. فخرج موسى إلى ربِّه مُتعجِّلًا للُقِيِّه شوقًا إليه، وأقام هارونُ في بنى إسرائيلَ ومعه السامريُّ يسيرُ بهم على أثرِ موسى ليُلْحِقَهم به، فلما كلَّم اللهُ موسى طمِع في رؤيتِه، فسأل ربَّه أن ينظُرَ إليه، فقال اللهُ له: إنَّكَ ﴿لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾ الآية (٣).

قال ابن إسحاق: فهذا ما وصل إلينا في كتابِ اللهِ مِن (٤) خبرِ موسى فيما (٥) طلَب مِن (٦) النظر إلى ربِّه، وأهلُ الكتابِ يزعُمون وأهلُ التوراةِ أنْ قد كان لذلك تفسيرٌ وقصةٌ وأمورٌ كثيرةٌ ومراجعةٌ لم تأتِنا في كتابِ اللهِ، فاللهُ أعلم.

قال ابن إسحاقَ عن بعضِ أهلِ العلمِ الأولِ بأحاديثِ أهلِ الكتابِ أنهم يجِدون في تفسيرِ ما عندَهم مِن خبرِ موسى حينَ طلَب ذلك إلى ربِّه، أنه كان مِن كلامِه إياه حينَ طمِع في رؤيتِه وطلَب ذلك منه، وردَّ عليه ربُّه [منه ما] (٧) ردَّ - أن


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٥٩ (٨٩٣١) من طريق عبد الله بن صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١١٨ إلى أبى الشيخ.
(٢) بعده في ف: "وأصلح".
(٣) سقط من: الأصل، ف.
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "عن".
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "فلما"، وفى م: "لما".
(٦) سقط من: م.
(٧) في ف: "مما".