للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موسى كان تطهَّر وطهَّر ثيابَه وصامَ للقاءِ ربِّه، فلما أتى طورَ سيناءَ، ودنا اللهُ له في الغمامِ فكلَّمه، سبَّحه وحمَّده وكبَّره وقدَّسه، مع تضرُّعٍ وبكاءٍ حزينٍ، ثم أخَذ في مِدْحَتِه فقال: ربِّ ما أعظَمَكَ وأعظمَ شأنَك كلَّه! مِن عظمتِك أنه لم يكنْ شيءٌ (١)، قَبلَك، فأنت الواحدُ القهارُ، كان عرشُك تحتَ عظمتِك نارًا (٢) توقَّدُ لك، وجَعَلْتَ سُرادِقًا (٣) مِن دونِه سرادقٌ من نورٍ، فما أعظمَك ربِّ وأعظمَ ملكَك! [جعلت بينَك وبينَ ملائكتِك مسيرةَ خمسِمائةِ عامٍ، فما أعظمَك ربِّ وأعظمَ ملكَك] (٤) [وسلطانَك] (٥)! وإذا أردتَ شيئًا تقضيه في جنودِك الذين في السماءِ أو الذين في الأرضِ، وجنودِك الذين في البحرِ، بعَثْتَ الريحَ من عندِك لا يراها شيءٌ مِن خلقِك إلا أنتَ إن شِئْتَ، فدخَلَت في جوفِ مَن شئتَ مِن أنبيائِك، فبلَّغوا ما (٦) أردتَ مِن عبادِك، وليس أحدٌ مِن ملائكتِك يستطيعُ شيئًا مِن عظمتِك ولا مِن عرشِك ولا يسمعُ صوتَك، فقد أنعمتَ عليَّ، وأَعْظَمْتَ عليَّ (٧) الفضلَ، وأحسنتَ إليَّ كلَّ الإحسانِ عظَّمْتَنِى في أممِ الأرضِ، وعظَّمْتَنِي عند ملائكتِك، وأسمعتَنى صوتَك، وبذَلتَ لى كلامَك، وأتيتَنى حِكْمَتَكَ، فَإِن أَعُدَّ نُعْماكَ لا أُحصِها (٨)، وإن أُرِدْ (٩) شكرَك لا أستطِعْه (١٠). دعَوتُك ربِّ على فرعونَ بالآياتِ


(١) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "من".
(٢) في ص، م، ت ١، س، ف: "نار".
(٣) في النسخ: "سرادق".
(٤) سقط من: ت ١، س، ف.
(٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف، "في سلطانك".
(٦) في م: "لما".
(٧) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "في سلطانك".
(٨) في م: "أحصيها".
(٩) في م: "أردت".
(١٠) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "أستطيعها".