للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغمامِ وقعُوا سُجودًا، فسمِعوه وهو يكلِّمُ موسى؛ يأمُرُه وينهاه: افعلْ، ولا تفعلْ. فلما فرَغ إليه (١) مِن أمرِه، [انكَشَف عن موسى الغمامُ فأقبَل] (٢) إليهم، فقالوا لموسى: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ [البقرة: ٥٥]. فأَخَذتْهُم الرَّجْفَةُ، وهى الصاعقةُ، فانفَلَتَتْ (٣) أرواحُهم فماتوا جميعًا، وقام موسى يناشدُ ربَّه ويدعُوه ويَرْغَبُ إليه، ويقولُ: ربِّ لو شئتَ أَهْلَكْتَهم مِن قبلُ وإِيَّاى، قد سفِهُوا، أفتُهلِكُ (٤) مَن ورائى مِن بني إسرائيلَ (٥).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا﴾. قال: كان اللَّهُ أمَره أن يختارَ مِن قومِه سبعين رجلًا، فاختارَ سبعين رجلًا، فبرَّزهم (٦) ليدعُوا ربَّهم، فكان فيما دعَوُا اللَّهَ أَن قالوا: اللهمَّ أَعْطنا ما لم [تعطِه أحدًا قبلَنا ولم تعطِه] (٧) أحدًا بعدَنا. فكرِه اللَّهُ ذلك مِن دعائِهم، فأخَذَتْهم الرجفةُ، قال موسى: ﴿رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ﴾ الآية (٨).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا خالدُ بنُ حيانَ، عن جعفرِ بن بُرْقَانَ، عن ميمونَ


(١) في م: "الله".
(٢) في م: "وانكشف عن موسى الغمام أقبل".
(٣) في الأصل: "فالتفت"، وفى ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "فالتقت"، وغير منقوطة في س. وفى تاريخ المصنف: "فانفلتت". ولعل الكلمة تصحفت من افتلتت، يقال: اقتلت فلان. أي: مات فجأة. ينظر لسان العرب (ف ل ت).
(٤) في الأصل: "فتهلك"، وفى ت ١ ت ٢: "فهلك"، وفى ف: "فيهلك".
(٥) تقدم في ١/ ٦٩٣ - ٦٩٥، وتخريجه في ١/ ٦٨٤.
(٦) في م: "فبرز بهم "وفى ت ١، ت ٢، س، ف: "فبروهم".
(٧) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "تعطه أحدا بعدنا". وفى م: "تعط أحدا بعدنا". وينظر مصدر التخريج.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٧٤ (٩٠٢٣) من طريق أبى صالح به.