للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإقرارَهم به.

كما حدَّثني أحمدُ بنُ محمدٍ الطُوسِيُّ، قال: ثنا الحسينُ بنُ محمدٍ، قال: ثنا جريرُ بنُ حازمٍ، عن كُلْثومِ بن جَبْرٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، عن النبيِّ قال: "أخَذ اللَّهُ الميثاقَ مِن ظَهْرِ آدمَ بنَعْمانَ - يعنى عرفةَ - فأخرَج مِن صُلْبه كلَّ ذريةٍ ذَرأها، فنثَرَهم بينَ يديه كالذَّرِّ، ثم كلَّمَهم قِبَلًا (١) فقال: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا﴾. الآية إلى: ﴿بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ " (٢).

حدَّثنا عِمرانُ بنُ موسى، قال: ثنا عبدُ الوارثِ، قال: ثنا كُلثومُ بنُ جبرٍ، قال: سألتُ سعيدَ بنَ جُبيرٍ عن قولِه: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (٣)﴾. قال: سألتُ عنها ابنَ عباسٍ، فقال: مسَح ربُّك ظهرَ آدمَ، فخرَجت كلُّ نَسَمةٍ هو خالقُها إلى يوم القيامةِ بنَعْمانَ هذه (٤) - وأشار بيدِه - فأخَذ مواثيقَهم، وأشهدَهم على أنفسِهم: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ (٥).


(١) في م، ت ١، ت ٢، س، ف: "فتلا". وغير منقوطة في ص، وتقدم تفسير هذه الكلمة في ١/ ٥٤٩.
(٢) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ١٣٤، وأخرجه أحمد ٤/ ٢٦٧ (٢٤٥٥)، وابن أبي عاصم في السنة (٢٠٢)، والنسائى في الكبرى (١١١٩١)، والطحاوى في المشكل (٣٨٨٩)، وابن منده في الرد على الجهمية ص ٥٧ (٢٩)، والحاكم ٢/ ٥٤٤، والبيهقى في الأسماء والصفات (٧١٤) من طريق الحسين بن محمد به، وأخرجه الحاكم ١/ ٢٧، والبيهقى (٤٤١، ٧١٤) من طريق جرير به. وقال النسائي: كلثوم ليس بالقوى، وحديثه ليس بالمحفوظ. واختلف في رفعه ووقفه، ورجح ابن كثير الموقوف. ينظر البداية والنهاية ١/ ٢١١، والتفسير ٣/ ٥٠٢. وقد أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦١٣ من طريق الحسين به موقوفا.
(٣) في النسخ: "ذرياتهم". وسنثبتها كرسم مصحفنا دون الإشارة إلى ما في النسخ، وينظر هذه القراءة فيما تقدم في ١/ ٤٣٦.
(٤) في م: "هذا".
(٥) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ١٣٤، وأخرجه ابن سعد ١/ ٢٩، والفريابي في القدر (٥٩) من طريق كلثوم بن جبر به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٤١ إلى عبد بن حميد وأبى الشيخ وابن المنذر.