للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأخَذ حربتَه، وكانت من حديدٍ كلُّها، ثم دخَل عليه القُبَّةَ وهما متضاجِعان، فانتَظَمَهما بحربتِه، ثم خرَج بهما رافِعَهما إلى السماءِ، والحربةُ قد أخَذها بذراعِه، واعتَمَد [بمِرْفَقِه على] (١) خاصِرته، وأسْند الحربةَ إلى لحْيتِه (٢)، وكان بِكْرَ العَيْزار، وجعَل يقولُ: اللهم هكذا نَفْعَلُ بمن يَعصِيك. ورُفِع الطاعونُ. فحُسِبَ مَن هَلَك من بني إسرائيلَ في الطاعون، فيما بين أن أصاب زمرى المرأة إلى أن قتَله فِنْحاصُ، فوُجِدوا (٣) قد هلَك منهم سبعون ألفًا، والمُقلِّلُ يقولُ: عشرون ألفًا. في ساعةٍ من النهارِ، فمِن هنالك يُعْطِى بنو إسرائيلَ ولدَ فِنْحاصَ ابن العَيْزارِ بن هارونَ مِن كُلِّ ذبيحةٍ ذبَحوها القِبَةَ (٤) والذراعَ واللَّحْى؛ لاعتماده بالحربة على خاصرتِه، وأخْذِه إياها بذراعِه، وإسنادِه إياها إلى لحيتِه (٢)، والبِكْرَ من كلِّ أموالِهم وأنفسِهم؛ لأنه كان بكرَ العيْزارِ، ففى بَلْعَمَ بن باعورَا أنزَل الله على محمدٍ : ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾. يعنى بَلْعَمَ، ﴿فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾. إلى قوله: ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (٥).

حدَّثني موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّديِّ، قال: انطلَقَ رجلٌ من بنى إسرائيلَ يقالُ له: بَلْعَمُ. فأتى الجبارين فقال: لا تَرْهَبُوا مِن بني إسرائيلَ، فإني إذا خرَجتم تُقَاتِلونهم أدْعو عليهم. فخرَج يُوشَعُ يُقاتِلُ الجبارين في الناسِ، وخرَج بَلْعَمُ مع الجبارين على أتانِه، وهو يُرِيدُ أن يَلْعَنَ بنى إسرائيلَ، فكلَّما أراد أنْ يَدعُوَ على بني إسرائيلَ دعا على الجبارين، فقال الجبارون: إنك إنما تَدْعُو علينا. فيقولُ: إنما أردتُ بني إسرائيلَ. فلما بلَغ بابَ المدينةِ أَخَذَ مَلَكٌ بِذَنَبِ الأَتَانِ


(١) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "على مرفقه إلى".
(٢) في م: "لحييه".
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف، وتاريخ دمشق: "فوجدوه".
(٤) في م: "الفشة". والقبة: هنة متصلة بالكرش ذات أطباق. اللسان (ق ب و).
(٥) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٣٧، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه ١٠/ ٤٠١ - ٤٠٣.