للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾. قال النبي : "ما هذا يا جِبْرِيلُ"؟ قال: إن الله يأمرُك أن تعفو عمن ظلمك، وتُعطِيَ مَن حرمك، وتصلَ من قطَعك (١).

وقال آخرون بما حدثني محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثورٍ، عن معمر، عن هشامِ بن عُروة، عن أبيه: ﴿وَأْمُرُ بِالْعُرْفِ﴾. يقول: بالمعروف (٢).

حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضَّلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ﴾. قال: أمّا العرفُ: فالمعروف (٣).

حدثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادةَ: ﴿وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ﴾: أي بالمعروف (٤).

قال أبو جعفر: والصوابُ من القول في ذلك أن يقالَ: إِنَّ الله أمر نبيَّه أن يأمرَ الناس بالعُرْفِ، وهو المعروفُ في كلام العرب، مصدر في معنى المعروف، يقالُ: أوليتُه عُرفًا (٥) وعارفًا وعارفةً. كلُّ ذلك بمعنى المعروف. فإذ كان معنى العُرفِ ذلكَ، فمن المعروفِ صلة رحم مَن قَطَع، وإعطاءُ مَن حرم، والعفو عمن ظلم، وكلُّ ما أمر الله به من الأعمال أو ندَب إليه، فهو من العُرْفِ، ولم يَخصُصِ اللَّهُ مِن


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٣٨ عن يونس به، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٤٦، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (٢٥) من طريق سفيان به، وأخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٦٣٨ من طريق سفيان عن أمى عن الشعبي، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٥٣ إلى المصنف وابن أبي الدنيا وابن المنذر وأبى الشيخ عن الشعبي.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٤٥ عن معمر به.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٣٨ من طريق أسباط به.
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٥٣٦.
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "معروفا".