للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في كلِّ شهرٍ مرةً كما دَمَّتْ (١) هذه الشجرةَ، وأن أَجْعَلَها سَفِيهةً، فقد كنتُ خلَقْتُها حَلِيمةً، وأن أَجْعَلَها تَحْمِلُ كَرْهًا وَتَضَعُ كَرْهًا، فقد كنتُ جعَلْتُها تَحْمِلُ يُسْرًا (١) وتَضَعُ يُسْرًا (٢). قال ابنُ زيدٍ: ولولا البَليَّةُ التى أصابَتْ حَوَّاءُ لَكان نساءُ الدنيا لا يَحِضْنَ، ولَكُنَّ حَليماتٍ، وكُنَّ يَحْمِلْنَ يُسْرًا (٢) ويَضَعْنَ يُسْرًا (٢).

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: حدَّثنا سلمةُ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن يزيدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ قُسَيْطٍ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ، قال: سمِعْتُه يَحْلِفُ باللهِ ما يَسْتَثْنى: ما أكَل آدمُ مِن الشجرةِ وهو يَعْقِلُ، ولكنّ حَوَّاءَ سقَتْه الخمرَ، حتى إذا سكِر قادَتْه إليها فأكَل (٣).

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: حدَّثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ، عن ليثِ بنِ أبي سُلَيْمٍ، عن طاوسٍ اليَمانىِّ، عن ابنِ عباسٍ، قال: إن عدُوَّ اللهِ إبليسَ عرَض نفسَه على دَوابِّ الأرضِ أنها تَحْمِلُه حتى تَدْخُلَ به (٤) الجنةَ (٥) حتى (٦) يُكَلِّمَ آدمَ وزوجتَه، فكلُّ الدوابِّ أبَى ذلك عليه، حتى كلَّم الحَيَّةَ، فقال لها: أَمْنَعُكِ مِن ابنِ آدمَ، فأنتِ في ذِمَّتى إن أنتِ أدْخَلْتِنى الجنةَ. فجعَلَتْه بينَ نابينِ من أنيابِها، ثم دخَلَت به، فكلَّمَهما مِن فيها، وكانت كاسيةً تَمْشِى على أربعِ قَوائِمَ، فأعْراها اللهُ وجعَلها


(١) في م: "أدميت"، وفي تاريخ المصنف: "أدمت". والمثبت هنا والذي في التاريخ كلاهما بمعنى، وينظر التاج (د م ى).
(٢) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "يسيرا".
والأثر أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ١١١. وتقدم طرف منه في ص ٤٢١.
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ١١١، ١١٢ مطولا.
(٤) سقط من: م.
(٥) بعده في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "معه"، وبعده في م: "معها".
(٦) في م: "و".