للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنُخْرِجُ منهم رجلًا فنعطيهم السلاحَ، فيشُدُّون على محمدٍ جميعًا فيضرِبونه ضربةَ رجلٍ واحدٍ، فلا يستطيعُ بنو عبدِ المطلبِ أن يقتُلوا قريشًا، فليس لهم إلا الدِّيةُ. قال إبليسُ: صدَق هذا (١) الفتى: هو أجودُكم رأيًا. فقاموا على ذلك، وأَخْبَر اللهُ رسولَه ، فنام على الفراشِ، وجعَلوا عليه العيونَ. فلما كان في بعضِ الليلِ، انطلَق هو وأبو بكرٍ إلى الغارِ، ونام علىُّ بنُ أبى طالبٍ على الفراشِ، فذلك حينَ يقولُ اللهُ ﴿لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ﴾. والإثباتُ هو الحبسُ والوَثاقُ. وهو قولُه: ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: ٧٦]. يقولُ: يُهْلِكُهم. فلما هاجر رسولُ اللهِ إلى المدينةِ لقِيه عمرُ، فقال له: ما فعَل القومُ؟ وهو يرى أنهم قد أُهْلِكوا حين خرَج النبيُّ من بينِ أَظْهُرِهم، وكذلك كان يصنَعُ بالأممِ، فقال النبيُّ : "أُخِّروا بالقتالِ" (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبى نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ﴾. قال: كفارُ قريشٍ أرادوا ذلك بمحمدٍ قبل أن يخرُجَ من مكةَ (٣).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبى نَجيحٍ عن مجاهدٍ نحوَه.

حدَّثني ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا هانئُ بنُ سعيدٍ، عن حجاجٍ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ نحوَه، إلا أنه قال: فعَلوا ذلك بمحمدٍ


(١) فى م: "وهذا".
(٢) تقدم تخريج قوله: الإثبات هو الحبس والوثاق. في ص ١٣٢.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم فى تفسيره ٥/ ١٦٨٨ من طريق ابن أبي نجيح به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٨٠ إلى عبد بن حميد وأبي الشيخ.