للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القِيانُ، وتَسْمَعَ بنا العربَ فلا يَزالون يَهابُوننا أبدًا، فامْضُوا (١).

قال ابن حميدٍ: ثنا سلمةُ، قال: قال ابن إسحاقَ: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ﴾، أي: لا تكونوا كأبي جهلٍ وأصحابِه الذين قالوا: لا تَرْجِعُ حتى نَأْتىَ بدرًا، ونَنْحَرَ بها الجُزُرَ، ونَسْقِى بها الخمرَ، وتَعْزِفَ علينا القِيانُ، وتَسْمَعَ بنا العربُ فلا يَزالون يَهابُوننا. أي: لا يَكُونَنَّ أمرُكم رياءً ولا سُمْعةً ولا الْتماسَ ما عندَ الناسِ، وأخْلِصوا اللهِ النيةَ والحِسْبةَ في نصرِ دينِكم، ومُؤازَرةِ نبيِّكم. أي: لا تَعْمَلُوا إلا للهِ، ولا تَطْلُبوا غيرَه (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ عُمارة الأسَديُّ، قال: ثنا عبيدُ اللهِ بنُ موسى، قال: أَخْبرَنا إسرائيلُ، وحدَّثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ، قال: ثنا أبو أحمدَ، قال: ثنا إسرائيلُ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ﴾. قال: أصحابُ بدرٍ (٣).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي، نَجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ﴾. قال: أبو جهلٍ وأصحابُه يومَ بدرٍ (٤).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، عن


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٦١٨، وأخرجه المصنف في تاريخه ٢/ ٤٣٨ بهذا الإسناد.
(٢) سيرة ابن هشام ١/ ٦٧٣، ٦٧٤، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٧١٣، ١٧١٤ من طريق سلمة عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قوله.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٧١٤ من طريق عبيد الله بن موسى به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٩٠ إلى ابن المنذر.
(٤) تفسير مجاهد ص ٣٥٦ مطولًا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٩٠ إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر.