للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حَرَج عليهم أن لا يُقاتِلوا حتى يَبْلُغوا عدَّةَ أن يكونَ على كلِّ رجلٍ رجلان، وعلى كلِّ رجلين أربعةٌ، وقد قال اللَّهُ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ [البقرة: ٢٠٧]، وقال الله: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النساء: ٨٤]، فهو التحريضُ الذي أنزلَ الله عليهم في "الأنفال"، فلا تعجزنَّ (١)، قاتلْ (٢)، قد سَقَطتَ بينَ ظَهْرَى أَناسٍ كما شاء اللَّهُ أن يكونوا.

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، عن الحسينِ (٣)، عن يزيدَ، عن عكرمةَ والحسنِ، قالا: قال في "سورة الأنفال": ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ﴾، ثم نسَخ فقال: ﴿الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا﴾، إلى قولِه: ﴿وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (٤).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن مُغيرةً، عن عكرمةَ قولَه: ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ﴾. قال: واحدٌ من المسلمين وعَشَرةٌ من المشركين، ثم خَفَّفَ عنهم، فجعَل عليهم أن لا يَفِرَّ رجلٌ مِن رجلين (٥).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ﴾، إلى قولِه: ﴿وَإِنْ


(١) في ت ٢: "يعجزك".
(٢) في ت ٢: "قائل".
(٣) في م: "الحصين". وهو الحسين بن واقد. ينظر تهذيب الكمال ٣٢/ ٢٣.
(٤) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٧٢٩ عن عكرمة والحسن معلقًا، وأخرجه ابن الجوزي في النواسخ ص ٣٥١ من طريق الحسين بن واقد عن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس.
(٥) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٧٢٩ معلقًا.