للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾. يعنى: والذين جحَدوا آياتى وكذَّبوا رُسُلى. وآياتُ اللهِ حُجَجُه أدلَّتُه على وحدانيَّتِه وربوبيَّتِه، وما جاءت به الرسلُ مِن الأعْلامِ والشَّواهدِ على ذلك، وعلى صدقِها فيما أنبأَتْ عن ربِّها، وقد بيَّنا أن معنى الكفرِ التَّغْطيةُ على الشئِ (١).

﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ﴾، يعنى: أهلُها الذين هم أهلُها دونَ غيرِهم، المُخلَّدون فيها أبدًا (٢) إلى غيرِ أمَدٍ ولا نهايةٍ.

كما حدَّثنى عُقبةُ بنُ سِنانٍ البصرىُّ، قال: حدَّثنا غَسَّانُ بنُ مُضَرَ، قال: حدَّثنا سعيدُ بنُ يَزيدَ، وحدَّثنا سَوَّارُ بنُ عبدِ اللهِ العَنْبَرىُّ، قال: حدَّثنا بشرُ بن المُفَضَّلِ، قال: حدَّثنا أبو مَسْلَمةَ (٣)، وحدَّثنى يعقوبُ بنُ إبراهيمَ وأبو بكرِ بنُ (٤) عونٍ، قالا: حدَّثنا إسماعيلُ ابنُ عُلَيَّةَ، عن سعيدِ بنِ يزيدَ، عن أبي نَضْرةَ، عن أبى سعيدٍ الخُدْرىِّ، قال: قال رسولُ اللهِ : "أمَّا أهْلُ النَّارِ الذِين هم أهْلُها، فإنَّهم لا يَمُوتُونَ فيها ولا يَحْيَوْنَ، ولكِنَّ أقْوَامًا أصَابَتْهم النَّارُ بخَطايَاهم -أو بذُنُوبهم- فأمَاتَتْهم إمَاتَةً، حتى إِذا صَارُوا فَحْمًا أُذِنَ في الشَّفَاعَةِ" (٥).


(١) تقدم في ص ٢٦٢.
(٢) في ر: "هم فيها خالدون".
(٣) بعده في م: "سعيد بن يزيد". وهو اسم أبى مسلمة.
(٤) بعده في الأصل، ص: "أبى".
(٥) أخرجه ابن خزيمة في التوحيد ص ١٨٢، وابن صاعد في زوائده على زهد ابن المبارك (١٢٦٩) من طريق عقبة بن سنان ويعقوب بن إبراهيم به.
وأخرجه مسلم (١٨٥)، وابن ماجه (٤٣٠٩) من طريق بشر بن المفضل به. وأخرجه أحمد ١٧/ ١٣٤، ١٣٥ (١١٠٧٧)، وحسين المروزى وابن صاعد في زوائدهما على زهد ابن المبارك (١٢٦٩)، وأبو يعلى (١٠٩٧، ١٣٧٠)، وابن حبان (٧٤٨٥)، وابن منده في الإيمان (٨٣٢) من طريق ابن علية به.