للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابن عُلَيَّةَ، قال: ثنا أيوبُ، عن محمدٍ، قال: شَهِد أبو أيوب مع رسول الله بدرًا، ثم لم يَتَخَلَّفْ عن غَزَاةٍ للمسلمين إلا وهو في أخرى (١)، إلا عامًا واحدًا، وكان أبو أيوبَ يقولُ: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾. فلا أَجِدُنى إلا خَفِيفًا أو ثَقِيلًا (٢).

حدَّثنا عليُّ بنُ سَهْلٍ، قال: ثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ، قال: ثنا [حَريزُ بنُ] (٣) عثمانَ، عن راشد بن سعدٍ، عمَّن رَأَى المقداد بن الأسودِ فارسَ رسولِ اللهِ على تابوتٍ من تَوابيتِ الصَّيَارِفةِ بحِمْصَ، وقد فَضَل عنه مِن عِظَمِه (٤)، فقلتُ له: لقد أعذَر الله إليك. فقال: أبَتْ (٥) علينا سورةُ "البُحوث (٦) "، ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾ (٧).

حدَّثنا سعيد بن عمرو السَّكُونيُّ، قال: ثنا بَقِيَّةُ بنُ الوليد، قال: ثنا حَريزٌ، قال: ثنى عبدُ الرحمن بنُ مَيْسَرَةَ، قال: ثنى أبو راشدٍ الحُبْرانيُّ، قال: وَافَيتُ المقدادَ بن الأسودِ فارسَ رسول الله جالسًا على تابوتِ مِن توابيتِ الصَّيارفةِ


(١) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "آخرين".
(٢) أخرجه ابن سعد ٣/ ٤٨٥، والحاكم ٣/ ٤٥٨ من طريق ابن علية وعندهما زيادات، وأخرجه ابن أبي شيبة ٥/ ٣٠٥ من طريق أبى العوام عن أبي أيوب بمعناه.
(٣) في م، ف: "جرير عن". وينظر تهذيب الكمال ٥/ ٥٦٨.
(٤) يريد أنه زاد عن التابوت من سمنه.
(٥) في م، ت ١، ت ٢، س، ف، وسنن البيهقى ومجمع الزوائد: "أتت". وأثبتناه كبقية مصادر التخريج وهو موافق لما في ص.
(٦) في النسخ: "البعوث". وهو تحريف. وسيأتي في الأثر التالى على الصواب. قال ابن الأثير: "في حديث المقداد: "قال أبت علينا سورة البحوث … " يعنى سورة التوبة، سميت بها لما تضمنت من البحث عن أسرار المنافقين، وهو إثارتها والتفتيش عنها. والبحوث جمع بحث. ورأيت في الفائق سورة البحوث بفتح الباء، فإن صحت فهى فعول من أبنية المبالغة … ويكون من باب إضافة الموصوف إلى الصفة" اهـ. النهاية ٢/ ٩٩.
(٧) ينظر الأثر الآتي.