للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمَر اللهُ جلَّ ثناؤُه الذين وصَف أمرَهم مِن أحْبارِ بني إسرائيلَ أن يَجْعَلوا مَفْزَعَهم -في الوفاءِ بعهدِ اللهِ الذي عاهَدوه- إلى الاستعانةِ بالصبرِ والصلاةِ كما أمَر نبيَّه محمدًا بذلك، فقال له: ﴿فَاصْبِرْ﴾ يا محمدُ ﴿عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾ [طه: ١٣٠]. فأمَره جل ثناؤُه في نَوائبِه بالفزَعِ إلى الصبرِ والصلاةِ.

وقد حدَّثنا محمدُ بنُ العَلاءِ ويعقوبُ بنُ إبراهيمَ قالا: حدَّثنا ابنُ عُلَيَّةَ، قال: حدَّثنا عُيَيْنةُ بنُ عبدِ الرحمنِ، عن أبيه، أن ابنَ عباس نُعِى إليه أخوه قُثَمُ وهو في سفرٍ، فاسْتَرْجَع ثم تنَحَّى عن الطريقِ، فأناخ فصلَّى ركعتَيْن، أطال فيهما الجلوسَ، ثم قام يَمْشِي إلى راحلتهِ وهو يقولُ: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ (١).

وأما أبو العاليةِ فإنه كان يَقولُ بما حدَّثنى به المثنى بنُ إبراهيمُ، قال: حدَّثنا آدمُ، قال: حدَّثنا أبو جعفر، عن الربيعِ، عن أبي العاليةِ: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ


= عن ابن الأصبهانى، عن المحاربى، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة، موقوفًا.
وقال ابن الأصبهانى: رفعه ذوَّاد، وليس له أصل، أبو هريرة لم يكن فارسيا، إنما مجاهد فارسى.
وأخرجه العقيلي، وابن عدى -أيضًا- من طريقين آخرين عن ليث به موقوفًا. وليث ضعيف. وينظر التحديث بما قيل: لا يصح فيه حديث ص ١٣٩.
(١) أخرجه سعيد بن منصور فى سننه (٢٣١ - تفسير) -ومن طريقه البيهقي في الشعب (٩٦٨٢) - عن ابن علية به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٦٨ إلى ابن المنذر.
وأخرجه سعيد أيضًا (١٨٩، ٢٣٢) عن هشيم، عن خالد بن صفوان، عن زيد بن علي، عن ابن عباس، وفيه: نعى إليه ابن له.
وأخرجه البخاري في الكبير ٣/ ١٥٦ من طريق هشيم به عن ابن عباس، أنه أصابته مصيبة فصلى.
وأخرجه الحاكم ٢/ ٢٦٩، ٢٧٠ - وعنه البيهقي في الشعب (٩٦٨١) - من طريق هشيم، عن خالد، عن زيد، عن أبيه، عن ابن عباس أنه جاءه نعى بعض أهله.