للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفعَلْنا بكم كذا، وقتَلْناكم وسبَيْناكم. والمُخْبِرُ إما أن يكونَ يعنى قومَه وعَشيرتَه بذلك، أو أهلَ بلدِه ووطنِه، كان المَقولُ له ذلك أدْرَكَ ما فُعِل بهم مِن ذلك أو لم يُدْرِكْه، كما قال الأخطلُ يُهاجِى جَريرَ بنَ عَطِيَّةَ (١):

ولقد سَما (٢) لكمُ الهُذَيْلُ (٣) فنالَكم … بإرَابَ (٤) حيث يُقَسِّمُ الأَنْفالَا (٥)

في فَيْلَقٍ (٦) يَدْعُو الأراقِمَ (٧) لم تَكُنْ … فُرْسانُه عُزْلًا ولا أَكْفالَا (٨)

ولم يَلْقَ (٩) جَريرٌ هُذَيلًا ولا أدْرَكه، ولا أدْرَك إرَابَ ولا شهِدَه، ولكنه لما كان يومًا مِن أيامِ قومِ الأخْطَلِ على قومِ جَريرٍ، أضاف الخطابَ إليه وإلى قومِه، فكذلك خطابُ اللهِ ﷿ مَن خاطَبه بقولِه: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾. لمَّا كان فعلُه ما فعَل مِن ذلك بقومِ مَن خاطَبه بالآيةِ وآبائِهم، [أضاف فعْلَه ذلك الذى فعَله بآبائِهم إلى المُخاطَبِين بالآيةِ] (١٠) وقومِهم.


(١) ديوان الأخطل ص ٣٩١.
(٢) سما لهم: نهض لقتالهم، وتساموا: تباروا. اللسان (س م و).
(٣) الهذيل: هو الهذيل بن هبيرة التغلبى. النقائض ص ٧٧.
(٤) إراب: ماء من مياه بنى يربوع، كانت فيه لتغلب وقعة على بنى يربوع. معجم ما استعجم ١/ ١٣٣.
(٥) في الأصل، ص: "الأثقالا"، وفى ت ١، ت ٣: "الأثقال" والنفل: الغنيمة والهبة. اللسان (ن ف ل).
(٦) الفيلق: الكتيبة الكثيرة السلاح. اللسان (ف ل ق).
(٧) الأرقم من الحيات ما فيه بياض وسواد، والجمع أراقم. اللسان (ر ق م).
والأراقم هنا: هم من بنى تغلب، جشم ومالك وعمرو وثعلبة ومعاوية والحارث بنو بكر بن حبيب، مر كاهن بأمهم وهم في قطيفة لها فقالت: ينظر إلى ولدى هؤلاء. فقال: والله لكأنما رمونى بعيون الأراقم. النقائض ص ٧٨.
(٨) الكفل من الرجال: الذي يكون في مؤخر الحرب، وإنما همته في التأخير والفرار. اللسان (ك ف ل).
(٩) في ص: "يلحق".
(١٠) سقط من: ص، ر.